كيف يسبقنا الخيال العلمي إلى الابتكارات التكنولوجية




الخيال العلمي هو نوع من الأدب يصوّر علماً وتكنولوجيا حقيقية أو متخيلة. إنه نوع من الأدب التأملي الذي يحتوي عناصر متخيلة غير موجودة في العالم الحقيقي، وهو يحدث في المستقبل، ويتعامل مع نتائج التطورات العلمية والتقنية


العلم، بقدر الفن، هو فعل تخيّل، سعي وراء شيءٍ جديد. وهذا الشبه هو ما تحاول روايات الخيال العلمي التأسيس عليه. في المقابل، استمد الكثير من العلماء الإلهامَ من قراءة كتب الخيال العلمي، ومن السهل رؤية السبب وراء ذلك: تُصور الكثير من تلك الروايات علماء يقومون بحلّ المشاكل التي تواجه العالم ويحققون فتحاً علمياً. كذلك، تنبأت روايات هذا النوع الأدبي بالكثير من الاختراعات التي نعرفها اليوم، وبعضها أوحى للعلماء بالكثير من الابتكارات التي لم تكن ربما لتخطر في بالهم. لكلّ هذا، من شأن روايات الخيال العلمي أن تلهمنا حباً جديداً للعلم وتزيد من شغفنا إزاءه، والعكس بالعكس.


ما هو الخيال العلمي؟ 

منذ اختراع النار حتى الإنترنت، شكّل العلم والتكنولوجيا العالم وغيّرتاه. مع هذا، لا يزال بوسعنا تخيّل الكثير؛ السفر عبر الزمن، السفر بين النجوم، الحياة مع الفضائيين، وغيرها. وهذا هو مجال الخيال العلمي الذي يُعدّ أحد أكثر أنواع الأدب ابتكاراً. فرواياته تأخذ القراء في مغامرات يمتد نطاقها من مجرات بعيدة إلى عوالم تحت الأرض وكل ما يقع بينهما.


الخيال العلمي، بالتعريف، هو نوع من الأدب يصوّر علماً وتكنولوجيا حقيقية أو متخيلة بوصفها جزءاً من حبكته، وبيئته، أو ثيمته. إنه نوع من الأدب التأملي الذي يحتوي عناصر متخيلة غير موجودة في العالم الحقيقي، وهو يحدث في المستقبل، ويتعامل مع نتائج التطورات العلمية والتقنية، التي وصلنا أو لم نصل إليها بعد، على الأفراد والمجتمعات بشكل حقيقي أو مبالغ به. تعني كلمة "الخيال" هنا أن القصة تخييلية، وليست حكاية من الحياة الواقعية. أما كلمة "علمي" فتشير إلى أن القصة بطريقة ما تتضمن علماً أو تكنولوجيا تكون - مهما بلغت درجة تطورها - مبنية على مبادئ علمية حقيقية، وهو ما يميّز هذا النوع عن الفنتازيا التي تشمل السحري أو الخارق للطبيعة. كذلك، لا يكون الخيال العلمي دوماً متعلقاً بمستقبل بعيد جداً، فهو يصوّر أحياناً تكنولوجيا مختلفة قليلاً أو تتجاوز قليلاً فحسب تكنولوجيا عصرنا، متأملاً آثارها على واقع العالم الذي يتم تصويره. 


تُظهر أعمال الخيال العلمي كيف يمكن للعلم والتكنولوجيا أن يخفقا بالنسبة إلى الأفراد أو المجتمعات، ليكون هذا بمثابة مجاز تحذيري لإخفاقهما في الواقع. وهذا ما يجعله أدباً ينطوي على الرعب في كثير من الأحيان. كذلك، يحتوي الخيال العلمي على عناصر من أنواع أدبية أخرى، كالغموض، والرومانسية، والكوميديا، والفنتازيا. تُكتَب بعض هذه الروايات عمداً لتدريس العلم، في حين أن بعضها الآخر يحاول استكشاف الفهم الحالي للعلم، والتطورات العلمية المستقبلية المحتملة، وبعضها تنبأ بالفعل بتقنيات مستقبلية لم تكن موجودة عند الكتابة عنها. 


ثمة مواضيع معينة، وثيمات تظهر غالباً في روايات الخيال العلمي، منها مثلاً السفر عبر الزمن، والروبوتات والكمبيوترات فائقة الذكاء، والواقع الافتراضي، والفضائيون وأشكال الحياة خارج كوكب الأرض، والاستنساخ، والأكوان الموازية، والتجريب الوراثي، وغيرها.


يعود تاريخ الخيال العلمي إلى القرن الثاني الميلادي، إذ يُعتقد بأن "قصة حقيقية" التي كتبها السوري لوقيان السميساطي هي أول رواية خيال علمي. لكنّ تعبير "الخيال العلمي" لم يكن يُستخدم غالباً قبل عشرينيات القرن العشرين، وأول من أشاع استخدامه هو الناشر هوغو جيرنزباك، صاحب أول مجلة خيال علمي. خلال عصر التنوير، تطور العلم الحديث كثيراً، وتفاعل الكتّاب مع التطورات العلمية والتكنولوجية بموجة من قصص الخيال العلمي مثل "أطلانطس الجديدة" التي كتبها فرانسيس بيكون عام 1627، و"التاريخ الهزلي لدول وإمبراطوريات القمر" التي كتبها سيرانو دي برجراك عام 1657، وغيرها.


يُدعى الخيال العلمي غالباً "أدب الأفكار"، وبما أنه يشمل الخيال، فكل شيء فيه ممكن. وفيما يلي مجموعة من أشهر رواياته.


"قصة حقيقية"، لوقيان السميساطي (القرن الثاني الميلادي)

تُعرَف هذه الرواية أيضاً باسم "تاريخ حقيقي"، وقد كتبها الهجّاء السوري لوقيان من سميساط المعروف بنقده للأعمال الكلاسيكية. كان هدف لوقيان من هذه الرواية فضحَ الكتّاب من أمثال هوميروس وهيرودوت الذين يتباهون بحكاياتهم على أنها حقيقية. لهذا، كُتبت "قصة حقيقية" بمبالغة متعمدة لتقدم محاكاة ساخرة لسرديات الرحلات عند هؤلاء من خلال رحلة خيالية إلى أبعد مكان في المخيلة الكلاسيكية، القمر. بالتالي، طبيعة الرواية غير الواقعية، وتعمّد لوقيان دفع الفنتازيا إلى حدودها القصوى، جعله عن غير قصد يصنع رواية خيال علمي. وهي رواية أثّرت في الكثير من المؤلفين أمثال جوناثان سويفت في "رحلات غوليفر"، وإدغار آلان بو الذي كتب عن رحلة مشابهة إلى القمر. في "قصة حقيقية" يبحر لوسيان ورفاقه إلى جزيرة غامضة، لكن عاصفة تحملهم إلى القمر ليجدوا أنفسهم وسط حرب كواكب بين سكان القمر وسكان الشمس. يستكشف لوسيان ورفاقه أشكال حياة الفضائيين الغريبة والثقافات الموجودة في الفضاء. ويصف لوسيان سكان القمر على أنهم: صلعان، بإصبع واحد في كل قدم وذنَب من الملفوف، مخاطهم عسل، وعرَقهم حليب، ولا وجود للنساء بينهم، إذ يُعتبر الرجال زوجات حتى عمر الخامسة والعشرين، ومن ثم أزواجاً. أما التكنولوجيا فتحضر في الرواية مثلاً من خلال مرآة عجيبة على سطح القمر يمكن للناظر إليها أن يرى أي شيء على الأرض، وهو ما يشبه التلسكوب اليوم. بالتالي، ورغم أن هدف لوقيان كان خلق حكاية أدب رحلات مبالغ في عبثيتها، فإن عناصر الخيال العلمي المتوفرة فيها، من سفر إلى الفضاء، مخلوقات فضائية، حرب كواكب، وتكنولوجيا مدهشة، جعله يكون صاحب أول رواية في هذا النوع الأدبي. 


"فرانكشتاين"، ماري شيلي (1818)

يرى النقّاد أن كل عمل عن الذكاء الصناعي منذ كتابة هذه الرواية، يدين بشيء ما لها. إنها رواية تحذيرية عن محاولة خلق إنسان، وهي مزيح من الخيال العلمي والرعب القوطي. بدأت شيلي كتابتها عندما كانت في الثامنة عشرة لتكون بعد قرنين من إنجازها الجد الأعلى الرئيسي لروايات الخيال العلمي. تعالج الرواية ثيمات مثل طبيعة الحياة والموت، ,الخلود، والهندسة الوراثية. تروي القصة حكاية عالم شاب هو فيكتور فرانكشتاين الذي خلق وحشاً-إنساناً من بقايا عدة جثث، ولم يكن على استعداد لتحمل مسؤولية أفعاله. ومع أن اسم "فرانكشتاين" هو اسم العالِم، فقد أصبح الاسم مرتبطاً بالوحش ذاته الذي أصبح أحد أشهر الوحوش في الأدب والسينما. نتج هذا المخلوق عن تجربة علمية غير تقليدية ولأن العالم فرانكشتاين لجأ إلى تجارب علمية حديثة، لتحقيق نتائج فنتازية، عُدَّت هذه الرواية من روايات الخيال العلمي. 


يعتقد فرانكشتاين أن مخلوقه هذا سيؤدي إلى مزيد من التطور العلمي، لكن عندما ينجح ببث الحياة فيه، يمتلئ بالاشمئزاز. في النتيجة، في عصر أصبحت فيه المسافة بين الحياة التقنية والموت أصغر من أي وقت مضى، وأصبح العلماء يعبثون بتركيب ما يجعلنا بشراً، لا يزال بوسع هذه الرواية أن تعلّمنا درساً مهماً: فقط لأنك تستطيع فعل شيء في هذا المجال، لا يعني أن عليك أن تفعله.


"1984"، جورج أورويل (1949)

رغم أن هذه الرواية تنتمي إلى التخييل الديستوبي، فهي تعدّ كذلك واحدة من كلاسيكيات الخيال العلمي، إذ أنها تستكشف كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُستخدم على نحو شنيع للتحكم بالمجتمع. تجري أحداث هذه الرواية التحذيرية في عام 1984 الذي يتسم بمستويات عالية من تدخل الحكومة (ممثلة بالأخ الأكبر) في أدق تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين. وهي تتناول ذلك من خلال حياة بطلها وينستون سميث الذي يعمل في وزارة الحقيقة ويحلم بالتمرد. ثمة عدة أسباب لاعتبار هذه الرواية من روايات الخيال العلمي: تجري أحداثها في عالم مستقبلي، تصوّر تكنولوجيا متقدمة وتطورات علمية لتعالج من خلالها ثيمة الرقابة والتحكم التي تمارسها الأنظمة الشمولية. اللافت للنظر أيضاً أنه، قبل هذه الرواية، كانت روايات الخيال العلمي تجري في أماكن غريبة، كواكب بعيدة، أو مجتمعات كثيرة التطور على بعد مئات السنوات في المستقبل. لكن أورويل يضع رؤيته المستقبلية المرعبة ضمن إطار مألوف للغاية، في لندن أثناء الحرب، مع اختراعات علمية مختلفة إنما ليس كثيراً عمّا هو موجود ومألوف في زمن كتابة الرواية أواخر أربعينات القرن الماضي. على سبيل المثال، استُبدلت الآلات الكاتبة في الرواية بآلات الإملاء. كما أن الكثير من التقنيات التي تحدث عنها أورويل باتت معروفة بعد ذلك، كالمروحيات التي تتجسس على المواطنين.


" فهرنهايت 451"، راي برادبري (1953)

تجري أحداث الرواية في مجتمع ديستوبي مستقبلي ذي نظام شمولي تُمنع فيه الكتب وتُحرق إن عُثر عليها. يشير عنوان الكتاب إلى الدرجة التي يبدأ عندها الورق بالاحتراق وهو منقوش على قبعة الإطفائي، بطل الرواية ڠاي مونتاج، المكلّف بمهمة حرق الكتب. تصنّف هذه الرواية من روايات الخيال العلمي لأنها تُظهر كيف غيّر التطور العلمي ذلك المجتمع المستقبلي، مظهرة النتائج السياسية والاجتماعية لذلك التطور كما يفعل هذا النوع الأدبي عادة. تشمل الابتكارات التقنية في رواية "فهرنهايت 451" مجالات الإعلام الإلكتروني على وجه الخصوص، ففيها على سبيل المثال أجهزة تلفزة بحجم جدار مركّبة في كل منزل، وراديوهات صغيرة تضخ الموسيقى والإعلانات في أذن كل شخص على نحو مستمر. وكما يشرح الكابتن بيتي في الرواية، يؤدي هذا النوع من الابتكارات في مجال وسائل الإعلام إلى تبسيط متزايد للمعلومات ما يؤدي إلى رغبة متزايدة بسعادة مبسطة تؤدي إلى مزيد ومزيد من التبسيط. وهذا في دوره يجعل الناس أكثر ضحالة، وأقل قدرة على التفكير النقدي، وأقل اهتماماً بالآخرين وتعاطفاً معهم. وهذا يجعل الرواية وثيقة الصلة بحاضرنا بما تحمله من انتقاد للمجتمع الحديث. ينتقد برادبري في هذه الرواية الرقابة وتقييد الإرادة الحرة، كما أنه يلمّح إلى الدور الخبيث الذي تلعبه وسائل الإعلام في غسل العقول. كذلك، تحمل الرواية إشارة واضحة إلى الأحداث الماضية التي وقعت خلال الفترة المكارثية، لكنها فوق ذلك تتنبأ بالمستقبل.


"كثيب"، فرانك هربرت (1965)

واحدة من روايات الخيال العلمي الأكثر مبيعاً على مر السنوات. وهي من فرع الخيال العلمي المسمى "أوبرا الفضاء"، وتتسم ببناء عوالم سياسية معقدة، مستكشفةً أفكاراً هائلة تمتد من مسائل السلطة والاستقلال إلى الدين والبيئة. "كثيب" رواية شاسعة في فضائها بالمعنى المزدوج لكلمة "فضاء"؛ أي من حيث فضاء المجرات فيها، ومن حيث فضاء الأفكار التي تعالجها. تحدث الرواية في المستقبل البعيد، لكن عالم "كثيب" هو استذكار لأوروبا العصور الوسطى، مع فارق أن العائلات النبيلة هنا تتحكم بمناطق معينة من الفضاء. بطل القصة بول أتريديس هو أحد أبناء تلك العائلات وقد كُلّف بإدارة كوكب أراكيس الصحراوي الذي يُعرف باللغة العامية باسم "دون" التي تعني "كثيب". يسكن "الفريمن" ذلك الكوكب، وهو مجتمع قبلي على الطراز البدوي صنع أسطورته الدينية الخاصة ويُمنَع فيه استخدام الكمبيوترات. يأخذنا هربرت في رحلة عبر ذلك الكوكب، لنتعرّف إلى حياته، ونقرأ عن الألعاب السياسية المعقدة، والمكائد والتلاعب، والطعن بالظهر على الطريقة الشكسبيرية. 


وبدلاً من استخدام الأعاجيب التكنولوجية كعادة روايات الخيال العلمي، يركّز هربرت على الإمكانيات الجسدية والعقلية للبشر، ليُظهر أن البشر أكثر تقدماً بيولوجياً من السفن الفضائية وبنادق الليزر.


اختراعات بشّر بها الخيال العلمي

تقول واحدة من الدراسات إن كتّاب الخيال العلمي يستشيرون العلماء في كثير من الأحيان، ومن الواضح أيضاً أن ما يكتبونه يؤثر في المقابل في البحوث التكنولوجية ويقدم أفكاراً في مجالات عديدة (تعديلات على الجسد البشري، وتفاعلات البشر والحواسيب، وتفاعلات البشر والروبوتات، والذكاء الصناعي، وغيرها). الكثير من السيناريوهات التي تخيلها كتّاب الخيال العلمي، في الأفلام والروايات، قد أصبحت حقيقة، والكثير من الابتكارات استُلهمت بالفعل من أعمال الخيال العلمي. في الحقيقة، من دون تخيّل الكتّاب لها، فإن أشياء مثل الدردشة المرئية، والهواتف المحمولة، والطائرات من دون طيار، والروبوتات، ما كانت ربما لتوجد. تنبأ الخيال العلمي بالبطاقات الائتمانية، والتلفاز، والأطراف الآلية، ومضادات الاكتئاب، والغواصات وغيرها. وحتى مفهوم الانترنت نشأ من رواية "نيورومانسر" (1984) لويليام جيبسون الذي سكّ فيها تعبير "الفضاء الالكتروني". كذلك، يعود تعبير "روبوت" إلى مسرحية الخيال العلمي "روبوتات روسوم العالمية" (1920) للكاتب التشيكي كارل تشابيك. 


أما كاتب الخيال العلمي إسحاق أزيموف فكتب متنبئاً بظهور السيارات ذاتية التحكم: سيُبذل الكثير من الجهد في تصميم مركبات بأدمغة روبوتات؛ مركبات يمكن أن يتم إطلاقها إلى وجهات معينة ومن ثم تتابع طريقها من هناك من دون تدخل ردود الأفعال البطيئة للسائق البشري". كذلك، ظهرت السيارات الطائرة في رواية "تشيتي تشيتي بانغ بانغ: السيارة السحرية" التي كتبها إيان فليمينغ عام 1964. وظهرت طائرة من دون طيار في رواية "كثيب"، وفي الكثير من كتب الخيال العلمي قبل أن تظهر في الواقع في الألفينيات. 


ويعود الفضل إلى قصة ستانلي جي وينباوم "نظارات بجماليون" بالتنبؤ بتقنية الواقع الافتراضي. وبالعموم، كانت رؤية وجه الشخص الذي تتحدث إليه عبر الهاتف واحدة من أدوات الخيال العلمي منذ زمن، بدءاً من رواية "رالف124C 41+:: قصة حب للعام 2660" التي كتبها هوغو جيرنزباك عام 1911.


في النتيجة، وبما أن العلم والفن فعلا تخيّل لا نهائيان، لا بدّ لنا أن نتساءل: ما هو التالي في مجال التقنيات المستوحاة من روايات الخيال العلمي؟ السفر عبر الزمن مثلاً؟ كما في رواية "آلة الزمن" لهربرت جورج ويلز؟! ربما. فمن يعرف ما الذي يخبئه المستقبل؟ أو مهلاً، على ما يبدو، إن كتّاب الخيال العلمي يعرفون. 



كتب المقال سارة حبيب في موقع الميادين ابريل 2023



Comments

Popular posts from this blog

ماذا ينقص الخيال العلمي العربي ليصبح مرآة مستقبلية؟

ترجمة الفصل الثالث من رواية بوابة المالا نهاية ل مايك كاري