ترجمة الفصل الاول من رواية إل. سبراغ دي كامب Lest Darkness Fall




الفصل الأول 

رفع تانكريدي مرة أخرى  يديه  من فوق عجلة القيادة  ملوحا بها. "- لهذا أحسدك يا ​​دكتور بادواي. هنا في روما لا يزال أمامنا بعض العمل الذي يجب القيام به. ! وكل هذا لأجل ملأ فجوات صغيرة. لا يوجد ما هو هام او جديد ، مجرد أعمال ترميم و مقاولات بناء" 

قال مارتن بادواي بتمهل "بروفيسور تانكريدي ، كما قلت لك ، أنا لست دكتورا . وان كنت امل نيلها قريبًا ، برسالة التنقيبات اللبنانية." ولكونه أكثر السائقين حذراً ، ابيضت مفاصل أصابعه من التشبث بالسيارة الصغيرة و تألمت قدمه اليمنى من محاولة دفعها عبر ارضية السيارة. 

امسك تانكريدي بعجلة القيادة في الوقت المناسب ليتجنب سيارة صارت علي مسافة بسمك شفرة الحلاقة. لتكمل السيارة الاخري طريقها ، ويغرق باداوي في الأفكار السوداء. "وما الفرق؟ هنا يطلق علي الجميع نفسه لقب دكتور ، سواء كان كذلك أم لا ، وشاب ذكي مثلك سيفهم قصدي. - ما الذي كنت أتحدث عنه؟ "

أغمض بادواي عينيه علي مشهد لأحد المشاة وهو ينجو بحياته من امام سيارته.  " علي حسب. كنت تتحدث عن نقوش إتروسكان ، ثم عن ماهية الوقت ، ثم حول الآثار الرومانية "

''آه ، اجل ، ماهية الوقت. تلك فكرة سخيفة ، كنت أقول إن كل الأشخاص ممن اختفوا لتو قد انزلقوا إلى أسفل الحقيبة."

"ماذا؟"

"الجذع، اقصد جذع شحرة الزمن ، وحين يكفوا عن الانزلاق ، فانهم يعودوا لزمن سابق ، واذا قاموا بشئ ما فانهم يغيروا التاريخ المترتب علي ذلك '' 

قال بادوي ،"تبدوا كمفارقة"

"لا. لا الجذع لا يزال موجودًا. لكن أفرع جديدة بدأت من حيث عادوا بالزمن ، الامر يجب أن يجري هكذا ، وإلا فإننا جميعا سنختفي ، بتغير التاريخ ،  وربما لن يلتقيا والدينا."

قال بادواي: "تلك مجرد فكرة، إن الامر سيء بما يكفي منذ ادراكنا أن الشمس قد تصير نجم سوبر نوفا ، بل وقد نختفي لأن شخصًا ماعاد إلى القرن الثاني عشر واحدث أمور هناك" 

"لا ، هذا لم يحدث . لم نختفي أبدًا ،  فكما ترى يا دكتور .. ما زلنا مستمرين في الوجود ولكن تاريخ آخر قد بدأ. ربما هناك الكثير منه ، و جميعهم ​​موجودون في مكان ما. ربما لا يختلفوا كثيرًا عنا. و ربما حين يعود الرجل في الزمن سيجد نفسه وسط المحيط. فيأكله السمك ، وتستمر الأمور كما كانت من قبل. أو يعتقدوا أنه مجنون فيجبره علي الصمت أو قتله. مرة أخرى ، ليس هناك فرق كبير. لكن افترض أنه صار ملكًا أم دوقا؟ كيف سيكون الأمر اذن؟


" سيصير لدينا في التو تاريخ جديد! ان التاريخ  شبكة رباعية الأبعاد، شبكة صلبة. لكنها تحتوي على نقاط ضعف. نقاط تداخل ، نقاط محورية ضعيفة. وإذا حدث انزلاق الي الماضي ،  فسيحدث في تلك الأماكن ".

سأل بادواي وقد بدا له ذاك الشئ هراء ذو مقاطع متعددة "ماذا تقصد بنقاط محورية؟"، .

" اه ، أماكن مثل روما ، حيث تتقاطع الخطوط العالمية لعدة أحداث شهيرة ،  او اسطنبول أو بابل. هل تتذكر عالم الآثار اسكرزيتيسكي ، الذي اختفى في بابل عام 1936؟ " 
  
"اعتقدت انه قتل على يد بعض العرب".

 "نعم . لم يعثروا على جثته أبدًا! ، ربما روما الان  قد تكون نقطة تقاطع لأحداث عظيمة. مما يعني أن الشبكة ستضعف هنا مرة أخرى ."
   
قال بادواي: آمل ألا يقصفوا مكان المنتدى الروماني

أوه ، لا شيء من هذا القبيل. إن الدوتشي ذكي للغاية ولن يسمح بإدخالنا في حرب حقيقية. لكن دعنا لا نتحدث عن السياسة. الشبكة ، كما كنت اقول ، قوية. إذا انزلق بها رجلاً للماضي ، فسيستغرق الأمر الكثير من العمل لاحداث اضطراب بها. مثل ذبابة في شبكة عنكبوت تملأ غرفة ".

قال بادواي: "فكرة ممتعة". 

التفت تانكريدي مبتسمًا له  "أليس كذلك؟" ، ثم داس علي المكابح بشكل محموم . انحنى الإيطالي إلى الخارج ملقيا الشتائم علي أحد المشاة

استدار ناحية بادواي. "هلا اتيت لمنزلي غدًا لتناول العشاء ؟"

 "ماذا؟ لما .. حسنا ، سأكون سعيدًا. وسأسافر بحرا بعد ذلك -"

 "حسنا حسنا . سأريك المعادلات التي توصلت إليها. ، حتى ان تغير زمن المرء فلابد من الحفاظ علي القوي ،   لا شيء من هذا مسموح بان يطلع عليه زملائي  لو سمحت، أنت تفهم الوضع ." رفع الرجل الصغير  يديه عن عجلة القيادة ليشيح بكلا سبابتيه في وجه بادواي. "انه امر  غريب الاطوار دون ان يكون  ضارا. الا ان سمعة المرء المهنية يجب ألا توصم به".

صاح  بادواي " إخ!" 

داس تانكريدي على فرامل السيارة التي ظلت تنزلق حتى توقفت خلف شاحنة  عند تقاطع شارع فيا ديل ماري وساحة أراكويلي. فاستفسر "عما كنت أتحدث عنه ؟."

قال بادواي "غرابة الاطوار امر غير ضار". شاعرا  برغبة في إضافة قيادة البروفيسور تانكريدي ضمن  الامور الأقل ضررًا. وقد كان الرجل لطيفا جدا معه.

" اه، نعم. امور تظهر للعلن فيتحدث الناس.  ونميمة  علماء الآثار أسوأ من الاخرين ، هل أنت متزوج؟"

مر علي بادواي شعور بأنه يجب أن يعتاد على هذا النوع من الاسئلة . وهو لم يكن كذلك. "لماذا؟  اجل ."

" جيد. فلتجلب  زوجتك معك." وكانت تلك  دعوة مفاجئة تخرج من شخص إيطالي.

" لقد عادت إلى شيكاغو." لم يرغب بادواي في ان يوضح انفصاله عن زوجته منذ أكثر من عام.


ادرك أن ذلك لم يكن خطئها  بالكامل. فبالنسبة لشخص من خلفيتها وذوقها، كان الامر مستحيلًا إلى حد ما، فهو رجل يرقص بشكل سيئ، ويرفض لعب البريدج، وفكرته عن الاستمتاع هي التواجد ضمن كائنات تشبهه في أمسية مليئة بالنقاش الدسم عن مستقبل الرأسمالية . والحياة العاطفية للضفادع. في البداية كانت تثيرها فكرة السفر إلى أماكن بعيدة  ، لكن تجربة العيش في خيمة ومشاهدة زوجها وهو يغمغم حول النقوش الموجودة على قطع الفخار انهت الامر

ولم تكن في هيئته  مما يمكن النظر إليه - صغير الجسم حدا ما، ذو أنف وأذنين كبيرتين وخصال مختلفة ، في الكلية اطلقوا عليه اسم الفأر باداوي ، عموما  من الغباء علي من يعمل في مجال التنقيب  أن يتزوج على أي حال. انظر إلى معدل الطلاق بينهم - وكذلك بين علماء الأنثروبولوجيا، وعلماء الحفريات، وما إلى ذلك -

استأذنه "هل يمكن أن توصلني إلى البانثيون. لم أشاهده عن قرب مطلقًا، وهو يقع على بعد بنايتين  من فندقي."

حسنا يا دكتور، رغم خشيتي أن تبتل. يبدو  انها ستمطر ، أليس كذلك؟

لا بأس . ذاك المعطف سوف يحميني من الماء

هز تانكريدي كتفيه. وانطلقا  في شارع كورسو فيتوريو إيمانويل وعجلات سيارتهما تصرخ بالقرب من طريق سيستاري. غادر  بادواي نحو ساحة البانثيون، اما  تانكريدي فغادر وهو يلوح بكلتا ذراعيه صائحا  "غدًا في الثامنة"

 تأمل بادواي  المبنى لبضع دقائق. لقد رأي دومًا أنه مبني قبيح جدا ، حيث ثبتت واجهته الكورنيثية فوق بناء مستدير من الطوب  بالطبع، 
تطلبت هذه القبة الخرسانية العظيمة بعض الهندسة ، مع الأخذ في الاعتبار زمن تشييدها. وحين مرق رجل ذو زيًا فاشيًا بدراجته نارية. اضطر  بادواي الي القفز قبل ان يصير اشلاء 

 مشى بادواي نحو رواق تجمع فيه رجال يمارسون رياضة التسكع الوطنية. أحد الأشياء التي أحبها في إيطاليا تواجده هنا،  كان هناك رجلًا طويل القامة إلى حد ما بالنسبة له. دوى الرعد من خلفه، وسقطت قطرة مطر على يده. بدأ في المشي في خطوات طويلة. حتى لو كان معطفه يقيه من المطر  والماء يتساقط من عليه ، فهو لا يريد أن تغرق قبعته  الجديدة التي تبلغ قيمتها خمسين ليرة.وقد  كان يحب تلك القبعة.

قتل وميض البرق خواطره في مهدها وهو يضرب الساحة عن يمينه. ساقطا الرصيف من تحته كأنه باب خفي

بدت قدميه تتدلى فوق العدم . لم يتمكن من رؤية أي شيء من الصور اورجوانية اللون وهي تتلاحق في شبكية عينه. واستمر  الرعد مرارًا وتكرارًا.

لقد كان شعورًا مربكًا للغاية، معلقًا في العدم ، ولم يكن هناك اي اندفاع للهواء كما يجري في حالة السقوط  في بئر ، لقد شعر بما شعرت به أليس عندما سقطت ببطء في جحر الأرنب، غير أن حواسه لم تخبره بما يجري. لم يستطع حتى تخمين مدى سرعة سقوطه

ثم خبط شيء قوي قدمه . كاد أن يقع من طوله. كانت بنفس قوة تأثير السقوط من علو قدمين. وبينما هو يترنح ضرب ساقه بشيء ما. قائلا "أخ!"
صفت رؤية عينيه ، فوجد نفسه يقف داخل حفرة نتجت عن عن هبوط جزء من الرصيف.

يهطل المطر بقوة . خرج من الحفرة وركض تحت ممرات البانثيون. كان الظلام شديدًا لدرجة يتفرض معها أن يتم تشغيل الأضواء في المبنى. وقد كانت منطفأة

رأى بادواي شيئًا عجيب، كان الطوب الأحمر  للمبني المستدير مغطى بألواح من الرخام.وظنها إحد أعمال الترميم التي اشتكي منها تانكريدي

تحركت عيون بادواي بلا مبالاة صوب أقرب المتسكعين . وقد تغير اتجاه سيرهم صوبه. وكان  رجلا منهم  يرتدي سترة صوفية بيضاء قذرة، بدلاً من المعطف والسراويل.

كان منظرا غريبا. لكن إن أراد رجلا أن يرتدي مثل هذا الزي، فهذا ليس من شأن بادواي.

تبدد الظلام قليلا. وبدأت عيون بادواي تتحرك من شخص لآخر. وقد ارتدوا جميعا غلالات. وبضعهم جاء  تحت الرواق هربا من المطر. وهؤلاء أيضًا كانوا يرتدون تلك الغلالات، وارتدي بعضهم معها عباءة  البنش

 حدق بعضهم في بادواي دون فضول كبير. وظلوا - هو وهم - يحدقوا في بعضهما البعض بعد دقائق من توقف المطر . فاستشعر بادواي الخوف.

 لم تكون الغلالة تخيفه. فربما يكون هناك تفسير عقلاني  لأمر غريب ، وإن كان غامضًا. ولكن في كل مكان كان ينظر إليه، كان يجد المزيد من هذا الامر  تتزاحم عليه. ولم يستطع أن يلاحظهم بإيجاز في وقت واحد.

الرصيف الخرساني  استبدل بألواح من حجر السجيل

 لا تزال هناك مباني حول الساحة، لكنها ليست نفس ذاك المباني. وفي المنظر العلوي للساحة ، وجد بادوايأن مجلس الشيوخ ووزارة الاتصالات - وكلاهما من الأشياء البارزة إلى حد ما - غائبان ، كانت أصوات الشارع مختلفة. وغاب صوت أبواق سيارات الأجرة. فلم تكن هناك سيارات أجرة كي تصدر بوقها. وبدلاً من ذلك، كان هناك صرير عالي  لعربتان تجرهما الثيران ببطء عبر شارع فيا ديلا مينيرفا.

 تشمم بادواي الهواء . استبدلت  رائحة الثوم والبنزين لروما الحديثة بعبق الفناء الخلفي حيث رائحة الخيل هي الأقوى والأبرز .كان هناك  عنصر آخر ، البخور الذي ينبعث من باب البانثيون.

 اشرقت الشمس. فتوجه بادواي خارج الرواق. اجل ،  كان الرواق لا يزال  يحمل النقش الذي ينسب تشييد المبنى إلى السيد أغريبا.

 نظر حوله ليتأكد من عدم وجود عيون تترصده ، صعد بادواي إلى أحد الأعمدة وضربها بقبضته. إنها تؤلم.

قال بادواي وهو ينظر إلى مفاصل أصابعه  ذات الكدمات. "اللعنة"

 قال في نفسه  "أنا لست نائما.ان هذا العالم متماسك جداا ومتسق عن ان يكون حلما . ليس هناك روعة  في أشعة شمس في وقت مبكر من اليوم  ومتسولين حول الساحة."

 ولكن إذا لم يكن نائماً، اربما يكون قد جن؟!... لكن تلك  فرضية يصعب معها اتباع حل معقول عليها.

 كانت هناك نظرية لتانكريدي حول العودة في الزمن . فربما  قد انزلق إلى الماضي، أو حدث له شيء يجعله يتخيل أنه قد حدث له ذلك. لم تعجب  فكرة السفر عبر الزمن بادواي. وبدا له الأمر ميتافيزيقيا، بينما هو شخص  تجريبيا متشددا.

 كان هناك ايضا احتمال فقدان الذاكرة. افترض ان  وميض البرق اصابه  وعطل ذاكرته حتى تلك اللحظة ؛ ثم افترض أن شيئًا ما قد حدث وأدى إلى عملها مرة أخرى... فسيكون لديه فجوة في ذاكرته بين وميض البرق ووصوله إلى هذه النسخة من روما القديمة. وربما حدثت امور كثيرة  في هذه الأثناء. ربما توجه الي موقع تصوير سينمائي ، ربما قرر موسوليني، الذي كان يعتقد سرًا منذ فترة طويلة أنه تجسيد ليوليوس قيصر، أن يجعل شعبه يتبنى الزي الروماني الكلاسيكي.

تلك نظرية جذابة. لكن حقيقة كونه يرتدي نفس الملابس ، ولديه نفس الأشياء في جيوبه كما كان قبل وميض البرق ، دمرت النظرية .

انصت إلى حديث اثنين من المتسكعين. كان بادواي متحدث بالإيطالية بشكل جيد، وإن كانت ذات طريقة متحذلقة. الا انه لم يتمكن من فهم حديث هؤلاء الرجال تمامًا. وبين اندفاع كلماتهم ، كان كثيرًا ما يلتقط الفاظ مألوفة، ولكن لم يكن كافيًا . كان في كلامهم ألفة زائفة محيرة مثل ألفة اللغة الالمانية الشمالية لشخص متحدث بالإنجليزية.

خطرت في ذهنه اللغة اللاتينية. وعلى الفور أصبح صار حديث المتسكعون أكثر وضوحا. لم يكونوا يتحدثوا باللاتينية الكلاسيكية. لكن بادواي وجد أنه إذا قارن جملهم بالإيطالية أولاً ثم باللاتينية، فيمكنه فهم معظمها.

توصل الي أنهم كانوا يتحدثون بشكلاً متأخر من اللغة اللاتينية العامية، مرحلة لغوية في المنتصف ما بين لغة خطباء روما الكلاسيكين  ولغة دانتي. لم يتحدث قط  بمثل هذا الهجين اللغوي. ولكن من خلال البحث في ذاكرته عن علمه بالتغيرات الصوتية، يمكنه أن فهم ما تقوله تلك الجمل اللاتينية الهجينة

لاحظ المتسكعان تنصته عليهما. عبسا، وخفضا أصواتهما، مبتعدان

لا، ربما فكرة  الهذيان هي الفرضية الاصعب تصورا ، الا انها تتضمن صعوبات أقل من فرضية العودة الي الماضي

إذا كان عقله يتخيل امورا ، فهل  هو حقًا يقف أمام البانثيون متخيلا الناس مرتدين  ملابس ويتحدثوا بطريقة تنتمي لعصر ال300-900 ميلادية أم أنه راقدا  في سرير المستشفى يتعافى من تعرضه للصعق بالبرق ويتخيل كونه واقفا  أمام البانثيون. ان كانت الحالة الاولي فيجب عليه أن يجد شرطيًا كي ينقل  إلى المستشفى. وان كانت الحالة الثانية فعلا فهذا امر لا داعي له. وكان من الأفضل له أن يفترض  الحالة الأولي لدواعي السلامة

لا شك أن أحد هؤلاء المتسعكين في الحقيقة شرطيًا يرتدي قبعة لامعة. وما  كان يقصده حقًا هو ان يدع تفسير تلك الامور الوجودية للفلاسفة المعاصرين ،  كيف تجد ...

لبضع دقائق ظل متسول يشحذ منه فادعي بادواي الصمم حتي ابتعد ذاك  الرجل الأحدب الصغير  . وجد رجل آخر كي يتحدث معه. وقد حمل في كفه اليسرى سلسلة من الخرز ذات صليب في  هيئة كومة. ممسكا بإبهام وسبابة يده اليمنى  بمشبك خيطها فرفعها  حتى تدلت منها  السلسلة كله، ثم أنزلها على كفه اليسرى، ثم رفعها مرة أخرى وهو يتكلم.

متى وكيفما حدث كل هذا، فان تلك  اللفتة اكدت  لبادواي أنه لا يزال في إيطاليا.

سأله بادواي بالإيطالية "أيمكن أن تخبرني أين اجد  شرطي؟"

توقف الرجل عن نشاط بيعه هزا  كتفيه،مجيبا "Non compr' endo"

قاطعه  بادواي "مهلا" . توقف الرجل عن الكلام . وبتركيز كبير ترجم بادواي ما يطلبه إلى ما يأمل أن يكون بلغة لاتينية عامية.

فكر الرجل قائلا "لا يعرف". بدأ باداوي في التحرك إلى مكان آخر. لكن بائع الخرز نادى على بائع متجول آخر "ماركو! الرجل يريد العثور على  شرطي"

أجاب ماركو " رجل شجاع ، ومجنون أيضًا".

ضحك بائع الخرز. وضحك معه أشخاص اخرون . ابتسم بادواي قليلا؛ ان الناس بشرًا ولو كانوا ليسوا متعاونين . قال "من فضلك، أنا - حقاً - أريد - أن - أعرف."

هز البائع المتجول الثاني كتفيه، وهو يحمل صينية مليئ بالحلي النحاسية مربوطة حول رقبته. وقد نطق بفقرة لم يتمكن بادواي من تميزها

فسأل بادواي بائع الخرز ببطء "ماذا قال"

"قال لا أعرف، . أنا ايضا لا أعرف"

هم بادواي بالخروج مبتعدا. نادى عليه بائع الخرز  "يا ايها السيد."

" نعم"

"هل تقصد وكيل حاكم البلدية؟"

"نعم."

"ماركو أين يمكن لهذا السيد ان يجد وكيل حاكم البلدية؟

" لا أعرف"

هز بائع الخرز كتفيه. "آسف، أنا ايضا لا أعرف"

لو كانت هذه روما القرن العشرين، فلن تكون هناك صعوبة في العثور على شرطي. ولا يستطيع حتى بيني الموظ أن يجعل مدينة بأكملها تغير لغتها. لذh لا بد أنه في موقع تصوير سينمائي، تجسد روما القديمة، أو الامر برمته نسج خياله.

بدأ في المشي. وقد صار الحديث معهم بالنسبة له امر مضني

لم يمض وقت طويل قبل أن تتبدد أي آمال باقية بشأن فكرة موقع التصوير السينمائي تلك ،  بعد ان ادرك  أن تلك المدينة القديمة المزعومة تمتد لأميال في كل الاتجاهات، ومخطط شوارعها مختلف تمامًا عن مخطط روما الحديثة. وقد وجد بادواي أن خريطة الجيب الصغيرة التي معه عديمة الفائدة تقريبًا.

لافتات المحلات التجارية مكتوبة باللغة اللاتينية الكلاسيكية بوضوح. وقد ظلت تهجئة الكلمات  كما هي منذ عصر قيصر، ان لم يكن النطق كذلك.
الشوارع ضيقة، الا انها في أغلب الأحيان ليست مزدحمة للغاية. كانت للمدينة طابع ناعس  رثة متهالك، مثل مدينة فيلادلفيا

وعند تقاطع مزدحم نسبيًا شاهد بادواي رجلاً يمتطي حصانًا حركة يوجه حركة المرور ،  يرفع يده ليوقف عربة يجرها ثور، ويشير لمحفة كي تعبر. كان الرجل يرتدي قميصًا مخططًا بشكل مبهرج وسروالًا جلديًا. وقد بدا وكأنه مواطن من وسط أو شمال أوروبا وليس إيطاليًا.

مال بادواي ناحية الحائط منصتا ، كان الرجل  يقول جملا  بسرعة كبيرة جدًا لا يتمكن باداوي معها من فهمها. فكان الأمر أشبه بسحب  خطاف سنارة دون ان  تجلب شيئا معها. وبتركيز شديد ، أجبر بادواي نفسه على التفكير باللغة اللاتينية. وان اختلطت عليه الضمائر والارقام ، ولكن طالما اقتصر على جمل بسيطة لن يعاني الكثير من المتاعب مع المفردات.

كان هناك صبية  صغار يراقبونه. وحين نظر إليهم ضحكوا وانطلقوا مسرعين.

خطر في ذهن بادواي مشاريع الحكومة  الامريكية لاعادة اصلاح وترميم مدنها الاستيطانية، مثل ويليامزبرغ. ولكن هنا الامر يبدو وكأنه الشيء الاصلي نفسه. كما لا تتضمن أي عملية ترميم  القاذورات والأمراض والإهانات والمشاجرات التي مر بها بادواي ورأها خلال مسيرة ساعة سيرًا على الأقدام.

بقيت فرضيتين فقط هما الهذيان و السفر عبر الزمن ، والهذيان يبدو الآن أقل احتمالا. فصار يتصرف على افتراض أن الأشياء كما تبدو في الواقع

لم يستطع البقاء واقفا  هكذا إلى أجل غير مسمى. عليه أن يطرح الأسئلة ويوجه نفسه. سببت له تلك  الفكرة قشعريرة. بما لديه من فوبيا من التعامل مع الغرباء. فتح فمه مرتين، لكن خوفه اغلق فتحة حنجرته انغلقت بإحكام

"هلم يا بادواي، سيطر على نفسك.. استميحك عذرا،  هل يمكن أن تخبرني بتاريخ اليوم"

توقف رجل لطيف المظهر يحمل رغيف خبز تحت ذراعه، وفي وجه نظرة  خالية من التعبير من عدم الفهم " Qui e  ماذا ؟"

" قلت ايمكنك ان تخبرني بتاريخ اليوم "

عبس الرجل. تري هل سيعامله بعدائية ! ، لكن كل ما قاله هو "لا افهم" ، حاول بادواي مرة أخرى، متحدثا ببطء شديد. وكرر الرجل أنه لم يفهم.

بحث بادواي عن دفتره وقلمه الرصاص. كاتبا  طلبه في إحدى صفحات الدفتر ـ رفعا اياه 

نظر الرجل إليها وهو يحرك شفتيه. وقد اختفت نظرة الحيرة من وجهه. "أوه، تريد أن تعرف التاريخ"

"اجل التاريخ."

قعقع الرجل بجملة طويلة. فبدي له ما يقوله لا يختلف شيئا  عن كلمات لغة  الترابيش الالبانية . لوح بادواي بيديه في يأس، صائحا "ببطء" 

توقف الرجل عن الكلام وبدأ من جديد. "لقد قلت لك إنني أفهمك، وظننا أنه اليوم التاسع من  أكتوبر، لكنني لست متأكدا لعد تذكري ان كانت ذكرى زواج والدتي قد حلت منذ ثلاثة أيام أم أربعة."

"في  اي سنة؟"

" اي سنة!"

"اجل ، في أي سنة؟"

"اثنا عشر وثمانية وثمانون منذ تأسيس روما"

حان دور بادواي ليتحير. "من فضلك كم يعادل هذا بالنسبة  للسنوات المسيحية؟"

"تقصد من كم سنة على ميلاد المسيح؟"

"نعم هذا هو "

"حسنًا، ، لا أعرف،  خمسمائة وشيء. من الأفضل أن تسأل كاهنًا أيها الغريب."

" سأفعل  شكرًا لك."

"العفو" قالها  الرجل  وذهب إلى حال سبيله. وقد صارت ركبتا بادواي ضعيفتين،  برغم  أن الرجل لم يعضه ، وأجابه بطريقة مهذبة بما فيه الكفاية.
وقد بدا   أن بادواي، الذي كان رجلاً مسالمًا، لم يختر فترة زمنية سلمية جدًا.

كيف سيتصرف ! ، ماذا سيفعل أي رجل عاقل في  ظروف كهذه؟ عليه أن يجد مكانًا للنوم وطريقة لكسب العيش. وقد اندهش قليلاً عندما أدرك سرعة تقبله لنظرية تانكريدي كفرضية تفسر ما يجري 

تجول في الزقاق مختفيا عن الأنظار وفتش جيوبه.  كانت هناك لفافة أوراق نقدية إيطالية لا قيمة لها مثل مصيدة فئران مكسورة  بل وادني منها ؛ فمصيدة الفئران يمكن اصلاحها . دفتر شيكات سياحية من أمريكان إكسبريس، قسيمة  ركوب مواصلات عامة , رخصة قيادة صادرة من إلينوي، حقيبة جلدية مليئة بالمفاتيح قلم حبر وقلم الرصاص وولاعة ، سيكونوا  ذو فائدة طالما أن الحبر والرصاص والوقود الولاعة بهم صامدين. لا شك أن سكين جيبه وساعته ستجلب أسعارًا جيدة، لكنه أراد الاحتفاظ بهما لأطول فترة ممكنة.

أحصى حفنة الفكة التي معه. لم تكن سوى عشرين عملة معدنية، منهم أربع ليرات  فضية  وثمانية سنتات ، ما قيمته خمسة دولارات  .الفضة والبرونز   قابلان للاستبدال. أما بقية قطع النيكل ، فسوف يري . وعاد يمشي مرة أخرى.

توقف أمام محل يعلن عن نفسه  (اس دينتاتوس صائغ وصراف) . فأخذ نفسا عميقا ودخل.

كان اس دينتاتوس  ذو وجه يشبه  وجه الضفدع إلى حد ما. عرض عليه بادواي الفكة التي معه قائلا "إنني... أرغب في تحويل هذا إلى العملة المحلية، من فضلك."  وكالعادة اضطر  أن يكرر كلامه ليفهمه

نظر اس دينتاتوس  الي العملات المعدنية والتقطهم واحدًا تلو الآخر، ثم خدشهم بأداة مدببة " من أين اتيت  بهم؟"

"امريكا."

"لم أسمع بها من قبل."

"انها بلاد بعيدة جدا "

مشيرا الي  عملات النيكل " هممم. مما صنعت تلك ؟" 

"النيكل."

"اي معدن غريب هذا في بلدك!"

"هذا هو الموجود عندنا"

"ما هي قيمته؟"

فكر بادواي في تحديد قيمة عالية بدرجة خيالية على عملاته المعدنية. وبينما هو يدرس الامر ،  قطع أفكاره س. دنتاتوس

"لا يهم، لن ألمس تلك الأشياء. ليس هناك أي سوق لهم. لكن  القطع الأخرى - دعنا نرى - أخرج ميزانًا ووزن العملات البرونزية، ثم العملات الفضية. معدلا في اتزان كفي ميزانه ، وقال " قيمتهم أقل من صولدي واحدة . سأعطيك صولدي واحد  فقط"

لم يرد باداوي على الفور. رغم انه سيضطر في النهاية إلى قبول ما عُرض عليه، لكره لفكرة المساومة وجهله  بقيمة عملات هذا العصر. ولكن لحفظ ماء وجهه كان عليه أن يبدو وكأنه يفكر في العرض بعناية.

قدم بجانبه رجل إلى المنضدة .  كان ضخمًا أصهب ذو شارب بني و شعر  طويل  اشبه بشعر الممثلة جنجر روجرز . كان يرتدي قمصيا من الكتان وسروالًا جلديًا طويلًا. ابتسم لبادواي قائلا "skalljans sind waidedjans. "  اجاب باداوي ". يا إلهي لغة أخرى! انا... أنا آسف، لكني لا أفهم." 

بدت الخيبة علي وجه الرجل ،  فتحدث باللاتينية "آسف، بسبب ملابسك ظننتك  من  تشيرسون، لم أستطع الوقوف ومشاهدة رفيق قوطي يتعرض للخداع  دون أن أقول أي شيء"

فانفجر في ضحكة صاخبة فاجأت بادواي قليلاً؛ فتمني ان لم يلاحظها احد "وأنا أقدر ذلك. ما هي قيمة هذه الأشياء؟"

"كم عرض عليك؟"  اجابه بادواي "حسنًا" ، قال الرجل "حتى أنا أرى تتعرضك للخداع ، أعطه سعرًا عادلاً يا سيكستوس، وإلا جعلتك تفقد زبائنك"

تنهد اس. دنتاتوس مستسلما "أوه، حسنا ، سوليدي ونصف. كيف لي أن أعيش وأنتم يا رفاق تتدخلون في الأعمال المشروعة طوال الوقت؟ سيكون ذلك، بسعر الصرف الحالي، واحدًا سوليدي وثلاثين سيسترسًا.

استفسر بادواي " ما هذا يقصد  بسعر الصرف؟"

أجاب الرجل القوطي "سعر الذهب والفضة. الذهب انخفض في الأشهر القليلة الماضية."

قال بادواي "أعتقد أنني سأأخذ كل شيء بالفضة."

وبطريقة فظة احصي  اس دينتاتوس ثلاثة وتسعين سيسترس، فسأل القوطي باداوي "من أين أتيت؟ امن بلاد الهون؟"

قال بادواي،" لا ، بل مكان أبعد من ذلك يسمى أمريكا. ألم تسمع بها من قبل؟"

" لا. هذا امر  مثير للاهتمام .أيها الشاب أنا سعيد للقائي بك، سوف يمنحني هذا شيئا أخبر به زوجتي عنه. إنها تعتقد أنني أتوجه إلى أقرب بيت دعارة في كل مرة آتي إلى المدينة، ها، ها!" تحسس  حقيبة يده مخرجا خاتمًا ذهبيًا كبيرًا وجوهرة غير مصقولة . "سيكستوس، هذا الشيء خرج من مكانه مرة أخرى. أصلح الأمر، هلا فعلت ،  ولا تبدله "

أثناء خروجهم تحدث القوطي إلى بادواي بصوت منخفض "السبب الحقيقي وراء سعادتي لقدومي إلى المدينة هو أن أحدهم ألقى لعنة على منزلي."
"لعنة، أي نوع من اللعنات؟"

أومأ الرجل القوطي برأسه في خشية  "لعنة تسبب ضيق للتنفس. حين أكون في المنزل لا أستطيع التنفس. فاظل علي تلك الحالة"  وكان يلهث من الربو. "ولكن بمجرد خروجي من المنزل أكون بخير."

"وأظنني أنني أعرف من وراء ذلك"

"من؟"

"لقد قمت بنزع ملكية عقارين مرهونين في العام الماضي. لا أستطيع إثبات أي شيء ضد المالك السابق، لكن .. " - غامزا لبادواي 

قال بادواي " أخبرني، هل تحتفظ بالحيوانات في منزلك؟"

" زوج من الكلاب. ومواشي بالطبع، لكننا لا نسمح لهم بدخول المنزل. الا  أن خنزير صغير تسللل الي البيت  بالأمس وهرب خارجا بحذائي. وكان علي مطاردته  في جميع أنحاء المزرعة اللعينة. يا له من  مشهد، ها، ها! "

قال بادواي " حسنًا،  حاول إبقاء الكلاب بالخارج طوال الوقت ونظف مكانك جيدًا كل يوم. قد يوقف ذلك سوء تنفسك"

"هذا مثير للاهتمام.أتعتقد حقا أنه سوف يوقفه"

" لا أعرف. بعض الناس يصابون بضيق في التنفس بسبب شعر الكلاب. جربه لشهرين وانظر ما سيحدث"

" ما زلت أعتقد أنها لعنة ، ولكن سأجرب طريقتك. لقد جربت كل شيء ، وصفات طبيبين يونانيين وحتى أحد أسنان القديس إغناطيوس، ولم ينجح أي منهم. "ثم قال الرجل القوطي في تردد  "إذا كنت لا تمانع، ماذا كنت تعمل في بلدك؟"

تذكر باداوي الاراضي الزراعية القليلة التي أمتلكها في ولاية إلينوي. قائلا "كان لدي حقلا" 

قال الرجل القوطي في صخب" هذا امر جيد "مربتا على ظهره بقوة مذهلة. أنا شخص ودود ولكني لا أريد مخالطة أشخاص أعلى بكثير أو أقل من طبقتي الاجتماعية ، ها، ها! اسمي نيفيتا. نيفيتا ابن جوموند. إذا كنت ستتمر علي  طريق فلامينيا في وقت ما، تفضل بزيارة مزرعتي على بعد  ثمانية أميال شمالًا من هنا."

" شكرا. اسمي مارتن بادواي. أين اجد  مكان جيد لاستأجر فيه غرفة؟"

"علي حسب. إذا  كنت لا اريد إنفاق الكثير من المال فسأختار مكانًا بعيدًا عن النهر. هناك الكثير من الفنادق باتجاه تل فيمينال. انظر ، أنا لست في عجلة من أمري؛ سأساعدك في البحث ". ثم اطلق  صافرة حادة مناديا  خادمه " يا هيرمان"

كان هيرمان يرتدي ملابس تشبه  ملابس سيده إلى حد كبير، وقد نهض من فوق الرصيف قادما بالخيل ، وسرواله الجلدي اثناء ركضه  يتخبط بشكل مميز 

بدأ نيفيت في المشي بسرعة   ، وهيرمان يقود الخيول خلفه. فقال نيفيتا "ذكرنى بإسمك ثانية"

"مارتن بادواي ،  مارتينوس تكفي  "

 لم يرغب بادواي استغلال دماثة اخلاق نيفيتا ، لكنه أراد ان يحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات المفيدة  . فكر لدقيقة، ثم سأله "هل يمكنك أن تعطيني أسماء بعض الأشخاص في روما، محامين وأطباء وما إلى ذلك، لكي أذهب إليهم عندما أحتاج إليهم"

"بالطبع. إذا كنت تريد محامٍ متخصص في قضايا الأجانب، فإن فاليريوس موميوس هو رجلك المنشود. مكتبه يقع بجانب كنيسة إميليان. وبالنسبة للطبيب جرب صديقي ليو فيكوس. إنه رفيق يوناني جيد . لكني شخصياً أعتقد أن بقايا قديس اريوسي مثل أستيريوس فعالة مثلها مثل  الأعشاب ووصفات الدواء.

"ربما الأمر كذلك فعلا" . وكتب الأسماء والعناوين في دفتر مواعيده. "ماذا عن مصرفي؟"

" ليس لدي تعامل كثير معهم ، وأكره فكرة الوقوع في الدين. ولكن إذا كنت تريد اسما، فهناك توماس السوري، بالقرب من جسر إميليان. لكن فلتكن عينيك مفتوحتين إذا كنت ستتعامل معه."

" لماذا، أليس كذلك نزيها؟"

" توماسوس ! ،  بالتأكيد شخص نزيه. عليك فقط أن تحذر منه ، هذا كل ما في الامر ء.  يبدو هذا  مكانا يمكنك الإقامة فيه ". طرق نيفيتا باب الفندق ففتحه شخص رث الهيئة "

كان لدي صاحب الفندق غرفة،  صغيرة وسيئة الإضاءة وذات رائحة عفنة. ولكن اليست روما كلها كذلك . وأراد صاحبها سبع سيسترتيوس في اليوم.
قال نيفينا بصوت هامس " اعرض عليه النصف"

واتبع  بادواي نصيحته . وقد تصرف المشرف وكأنه يمل الفصال  فحصل بادواي على غرفة بخمسة سيسترتيوس 

شد نيفيتا على يد بادواي بكفه الكبير. "لا تنسى، مارتينوس، تعال لرؤيتي بعض الوقت. أحب دائمًا سماع رجل يتحدث اللاتينية بلهجة أسوأ من لهجتي ها، ها!" وركب هو وهيرمان وانطلقا.

 كره بادواي رحيلهم . الا ان نيفيتا كان لديه عمله الخاص الذي يهتم به. راقب بادواي ذاك الجسم الممتلئ عند ناصية الشارع، ثم دخل الي الفندق الكئيب وبابه الذي  يحدث صريرا

Comments

Popular posts from this blog

ماذا ينقص الخيال العلمي العربي ليصبح مرآة مستقبلية؟

ترجمة الفصل الثالث من رواية بوابة المالا نهاية ل مايك كاري