الفصل العاشر من رواية of ants and dinosaurs ل تسشين ليو - مترجم

الاضراب 

في عاصمة إمبراطورية غوندوان ، وفي قاعة القصر الإمبراطوري الزرقاء العظيمة، رقد الإمبراطور دادايوس على أريكة ، وغطي بأحد مخالبه  عينه اليسرى ، يخرج منه أنين متقطع من الالم وحوله وقفعت عدة ديناصورات ، وزير الداخلية بابات ، ووزير الدفاع المارشال لوغا ، ووزير العلوم البروفيسور نينكين ، ووزير الصحة الدكتور فيفيك.

قام الدكتور فيفيك من مقعده بانحناءة خفيفة ، وخاطب الإمبراطور. "جلالة الملك ، ان العين التي أصابك بها دودومي صارت ملتهبة وتتطلب اعتناءا فوريًا ، لكن لا يمكننا حاليًا العثور على أي أطباء من النمل لإجراء جراحة العيون. خيارنا الوحيد هو إبقاء الالتهاب تحت السيطرة بالمضادات الحيوية. ومع ذلك ، إذا استمر الامر ، فأنت معرض لخطر فقدان البصر في تلك العين.

قال الإمبراطور وهو يصر علي اسنانه "كان في مقدوري أن أسلخ جلد دودومي ، ألا يوجد مستشفى واحد في البلد بأكمله لا يزال طبيب من النمل يعمل فيه؟"

خفض فيفيك رأسه. "كلا يا جلالة الملك. هناك العديد من المرضى  ينتظروا بلا جدوي إجراء جراحات عاجلة. الوضع يسبب قدرا كبيرا من الاضطرابات.

قال الإمبراطور بحزن وهو يلتف نحو وزير الداخلية: "وأفترض أن هذا ليس السبب الوحيد الذي يجعل ديناصوراتنا تشعر بالذعر".

أعطى بابات إيماءة موجزة. "هذا صحيح يا جلالة الملك. في الوقت الحاضر ، توقف إنتاج ثلثي مصانعنا ، وفقدت العديد من المدن الطاقة. الوضع في جمهورية لوراسيا ليس أفضل.

"الآلات التي تعمل بالديناصورات وخطوط الإنتاج هل توقفت أيضًا؟"

'هذا صحيح يا صاحب الجلالة. في قطاعات التصنيع مثل صناعة السيارات ، من المستحيل تجميع المكونات الكبيرة المصنوعة من الديناصورات في منتج نهائي قابل للاستخدام دون أجزاء دقيقة صغيرة ، لذا أوقف الإنتاج." تأرجح بابت بجسده للامام والخلف في عصبية  علي  اقدمه الحرشفية قبل ان يكمل أخباره السيئة "وفي قطاعات أخرى مثل الصناعات الكيميائية والطاقة ، كان لإضراب النمل تأثير ضئيل في البداية ، ولكن نظرًا لأن النمل مسؤول عن الصيانة ، فكلما تعطلت إحدى المعدات ، لا يوجد شيء يمكننا فعله الآن ، لذا المزيد والمزيد من المصانع أصبحت مشلولة."

دق الإمبراطور بقدمه علي الأرض غضبا . "أيها الأحمق عديم الفائدة! ألم أطلب منك أن تخضع القوى العاملة لدينا من الديناصورات لتدريب طارئ  علي اعمال النمل الدقيقة، ويكونوا  على استعداد لهذا السيناريو  البغيض ؟

"جلالتك، ما تطلبه هو ، آه ، حسنًا ... مستحيل".

"لا شيء مستحيل علي إمبراطورية الجندوان العظيمة! على مدى تاريخنا الطويل واللامع ، نجا الجندوانين من أزمات أعظم من ذلك بكثير. كم عدد المعارك الدامية التي انتصرنا فيها رغم كل الصعاب؟ كم عدد حرائق الغابات الممتدة عبر القارة التي تم إخمادها؟ كم عدد الانفجارات البركانية التي اعقبت  تحولات الصفائح التكتونية التي نجونا منها؟

"لكن ، سيدي ، الامر مختلف -"

 

"كيف يختلف؟ إذا وضعنا عقولنا في الاعتبار ، يمكن لأيدي الديناصورات أن تصير حاذقة أيضًا. لن أجعل تلك الحشرات الحقيرة تبتزنا وتهدد وجودنا ذاته ".

"اسمح لي ، أن أبين مكمن الصعوبة." فتح وزير الداخلية مخالبه مؤقتًا ووضع سلكين حمر اللون على الأريكة. " حين يتعلق الأمر بصيانة الآلات ، فإن أحد أكثر المتطلبات اساسية هي القدرة على توصيل سلكين - مثل هذين ،هل لي أن أطلب من جلالتك  ، أن تحاول الان القيام بهذه المهمة ؟

كان طول الأصابع ذات المخالب للإمبراطور دادايوس نصف متر وقطرها في محيط فنجان شاي كبير.  وبدا السلكان بقطرهما ذا الثلاثة ملليمترات فقط  ، بالنسبة لعينيه أرق من الشعرة بالنسبة لنا.   تمعن الامبراطور بحدة نحو الأريكة ، وحاول أن يقبض علي الأسلاك بمخالبه المخروطية الضخمة. لكن مخالبه كانت ناعمة مثل  قذائف المدفعية ، حاول قدر استطاعته ، ولكن ظل السلكين ينزلقا بين أصابعه . فكان تقشير السلكين وربطهما أمر غير وارد.  تنهد الإمبراطور في غضب   #وألقي السلكين على الأرض ملوحا بمخالبه الخرقاء في سئم

"الحقيقة ، يا جلالة الملك ، أنه حتى لو كنت تتقن تمديد الكابلات، فستظل غير قادر على أداء أعمال الصيانة. أصابعنا الضخمة ببساطة لا يمكن وضعها داخل الآلات التي تناسب حجم النمل ".

تنهد وزير العلوم نينكين بحزن طويل. "قبل 800 عام ، أدرك الإمبراطور الراحل الخطر الذي يشكله اعتماد عالم الديناصورات على المهارات الحرفية الدقيقة للنمل. ولتحريرنا من هذه التبعية بذل جهودًا هائلة للبحث في التقنيات والمعدات الجديدة ، ولكن مع كل الاحترام الواجب ، على مدى القرنين الماضيين ، بما في ذلك خلال فترة حكم جلالة الملك ، فإن هذه الجهود قد توقفت تقريبًا. وصرنا نتكاسل بما يصنعه النمل لنا  ، ونسينا ضرورة توخي اليقظة حتى في أوقات السلم ".

صرخ الإمبراطور بغضب ، ورفع كلتا يديه ذات المخالب كما لو كان على وشك أن يلكم وزير العلوم. "أنا أيضا تطاردني نفس المخاوف التي ابتلي بها الإمبراطور الراحل. كوابيسي ممتلئة إلى أقصى حد بها" ، فوخز بإصبعه الغليظ علي صدر نينكين. "لكن يجب أن تكون علي علم ان جهوده لفطمنا عن الاعتماد على النمل لم تأتِ شيئًا. لقد فشل - بشكل قاطع وحاسم. والأمر نفسه في جمهورية لوراسيا."

"لا بأس يا جلالة الملك". ابتسم وزير الداخلية في تزلف قائلا لنينكين وهو يشير إلى الأسلاك الموجودة على الأرض ، "يا بروفيسور  ، كما تعلم جيدًا ، لكي ينجح الديناصور في ربط تلك الأسلاك ، يجب أن يكون قطرها من عشرة إلى خمسة عشر سنتيمترا. وإذا كانت بهذا الحجم ، فسنجد امامنا  هواتف محمولة ذات أسلاك سميكة  كما الشجيرات، وأجهزة الكمبيوتر أيضًا ، وفي هذا الصدد. إذا أردنا أن تقوم الديناصورات على تشغيل أجهزتنا وصيانتها ، فإن نصفها يجب أن يكون أكبر بمئات المرات مما هي عليه الآن ،سوف يزيد استهلاكنا للموارد والطاقة مائة ضعف على الأقل. لا توجد وسيلة يمكن لاقتصادنا أن يتحمل مثل هذا التحول.

أومأ وزير العلوم في إقرار. 'أنت على حق. وبالطبع بعض الأشياء لا يمكن  تضخيم حجمها ، ففي  معدات الاتصالات البصرية والكهرومغناطيسية ، على سبيل المثال ، يحدد الطول الموجي للموجات الكهرومغناطيسية ، بما في ذلك الموجات الضوئية ، حجم المكونات المستخدمة لتعديلها ومعالجتها ؛ تلك الاجهزة لا يمكن ببساطة  أن يكونوا أكبر. سيستحيل حرفيًا تخيل وجود أجهزة كمبيوتر وشبكات  إذا لم يكن هناك مكونات صغيرة. وينطبق الشيء نفسه في مجالات البيولوجيا الجزيئية والهندسة الوراثية.

الان  وجد وزير الصحة ما يقوله ايضا "نظرًا لأن أعضائنا الداخلية كبيرة نسبيًا ، فيمكن للجراحيين من الديناصورات العمل في حالات معينة. لكن تقنيات النمل في الجراحة ليست جراحية وبالتالي فهي أكثر أمانًا وفعالية. تظهر السجلات أنه في الماضي أجرى جراحوا الديناصورات في بعض الأحيان عمليات جراحية محدودة، لكن فقدت التقنية . ولاستعادتها ، نحتاج إلى إتقان مجموعة من التقنيات الأخرى مثل التخدير العام وخياطة الجروح. هناك أيضًا مسألة التوقعات والعادات. فبعد أن تمتعت الديناصورات بعدة آلاف من السنين من الرعاية الطبية من النمل ، سيجد معظمهم فكرة تعرضهم للقطع والشق أثناء الجراحة أمرًا غير مقبول على الإطلاق. لذا ، على الأقل في المستقبل المنظور ، لا يمكن للطب الحديث أن يعمل بدون النمل.

ختم وزير العلوم  حديثهم  "ان تحالف الديناصورات والنمل هو خيار تطوري له آثار عميقة. وبدون هذا التحالف ، لا يمكن للحضارة أن توجد على الأرض. ولا يمكننا السماح للنمل بتدمير هذا التحالف على الإطلاق"

 دمدم الإمبراطور ، وهو يقرع مخالبه في غضب. "وما السبيل لدينا لذلك؟"

كسر وزير الدفاع لولجا صمته أخيرًا. "جلالة الملك ، من المسلم به أن اتحاد النمل لديه العديد من المزايا في صفه ، لكن لدينا القوة في صفنا. يجب أن تستفيد الإمبراطورية من تلك القوة".

 # أمال دادايوس رأسه ، وترك نتائج حديثهم تنفد عبر دماغه الإمبراطوري. واتخذ قرارا . قال "حسنًا ، أيها المرشال ، أمر رئيس الأركان بصياغة خطة عمل".

أمسك وزير الداخلية بلولجا قبل أن يتمكن من المغادرة "ايها المرشال، من المهم أن تنسق مع لوراسيا في هذا الشأن."

تدخل الإمبراطور قائلاً: "إنه على حق، يجب أن نتصرف في انسجام معهم ، لئلا يلعب دودمي دور الديناصور الجيد ويفوز بالنمل إلى صف لوراسيا."