أدب الخيال العلمي فى مصر .. وصل لمرحلة التأصيل



الطبيب الانسان واستاذ جراحة العيون الشهير والأديب وأستاذ الجامعة الدكتور حسام الزمبيلي رئيس الجمعية المصرية لادب الخيال عن مصر .. انسان محب للعلم وللفن والأدب والثقافة .. حصد العديد من الجوائز العلمية العالمية .. وأبدع في إثراء الكتابة الإبداعية في قالب أدب الخيال العلمي ويعد من ابرز رموز هذا الأدب فى الوطن العربي .. التقت معه نمبر 1 نيوز .. ودار معه الحوار التالي حول أدب الخيال:


لماذا اخترت التخصص فى ادب الخيال العلمي ؟

عدة أسباب ، فمنذ صغري أعشق كل ما يمتّ إلى أدب الخيال العلمي بصلة من روايات ومسلسلات وأفلام سنيمائية. بدأت ذلك العشق عند وجودي مع والدي الأديب والناقد (الراحل) الدكتور عبدالحميد ابراهيم في لندن في أوائل الثمانينيات، كنت في المرحلة الإعدادية، وكانت سلسلة «حرب النجوم» والخيال العلمي عموماً ثقافة مجتمعية. وعندما عدت إلى مصر أخذني أبي لألتقي مصطفى محمود صاحب «العنكبوت» و«رجل تحت الصفر»، ونهاد شريف صاحب «سكان العالم الثاني». أما الأسباب العامة فكنت أستشعر ومن منطلق وطني قومي أن المجتمعات المتحضرة تتبنى وتحتضن أدب الخيال العلمي، فهو صنف من الأدب من شأنه أن يسرع عملية التنوير المجتمعي، فضلاً عن أنه قاطرة لإلهام العلماء بالمزيد من الأفكار التي يتحقق كثير منها مستقبلاً، ولذا وجب عليّ وعلى جيلي أن يحمل راية التنوير وينشر أدب الخيال العلمي في مجتمعاتنا.


وعن تاريخ هذا النوع من الأب قال : ان الخيال العلمي في مصر له باعٌ ليس بالقصير. قد يمتد إلى 100 عام أو يزيد .. و رصدت تطور أدب الخيال العلمي في مصر على هيئة موجات أربع. الموجة الأولى (الموجة الإستكشافية) ومن سماتها زيارة هذا النوع من الأدب وتجربة الكتابة عنه بقصة قصيرة أو مسرحية أو رواية أو جزء من الرواية. وكتابات هذه الموجة تصنف من نوع أدب الخيال العلمي الناعم، لا يدخلون في تفاصيل علمية بل يستخدمون مفاهيم علمية عامة في أطر روائية. توفيق الحكيم من رواد هذه الموجة. الطبيعة الذهنية لمسرحيات توفيق الحكيم بصفة عامة تلتقي من الطبيعة العلمية لأدب الخيال العلمي، مما مهد الطريق لتوفيق الحكيم لاستكشاف أدب الخيال العلمي. ومن كتاب هذه الموجة أيضًا يوسف عز الدين عيسى.

ثم تأتي الموجة الثانية (الموجة التأسيسية) وقد قادها دون منازع نهاد شريف أول كاتب متخصص في أدب الخيال العلمي في العالم العربي. كتب نهاد شريف بغزارة في أدب الخيال العلمي ومن أعماله سكان العالم الثاني و الماسات الزيتونية وربما شاركه في هذه الموجة الدكتور مصطفى محمود بروايتي العنكبوت و رجل تحت الصفر.

ثم تأتي الموجة الثالثة (موجة الانتشار) بسلسلة ملف المستقبل لنبيل فاروق و كتابات أحمد خالد توفيق ومحمد نجيب مطر، وقد اخترقت هذه الموجة قطاعات الشباب العريضة، وثبتت من ركائز أدب الخيال العلمي في المجتمع المصري.

 وأخيرًا تأتي الموجة الرابعة (موجة التأصيل) وقادتها الجمعية المصرية لأدب الخيال بكتابها العديدين..

 كل ما سبق هذه الموجة من كتابات الخيال العلمي كان برائحة الغرب فكرًا وثقافة. تتميز هذه الموجة بعبق الشرق أسماء شرقية، سلوكيات شرقية تتأثر بالدين تأثيرًا واضحًا، تناقضات فكرية، أحلام شرقية. التأصيل فيها ليس بمعنى صبغ كل الأعمال بصبغة دينية ولكنه بمعنى توضيح الجذور والأصول والتقاء الأصالة والمعاصرة، العلم والإيمان، فهذا هو طبيعة الشرق وجوهره


أضاف د.حسام الزمبيل عن تأثيرالقصة القصيرة فى ادب الخيال العلمى بما انه كاتب للقصة القصيرة في أدب الخيال العلمي: للقصة القصيرة روادها وفنونها. تشيكوف ألَّقها. ويوسف إدريس وَطَّنَها في مصر


وبسؤاله عن افضل القصص القصيرة المفضلة لديه اوضح …

●     “المشردة قمر”  هي مفضلتي. قد تبدو اجتماعية واقعية للوهلة الأولى. ولكنها حُبلى بالرمزية وحتى الخيال العلمي. تحمل في طياتها مفاهيم مثل “الوعي الدقيق” (Micro-conscious) . وهي مفاهيم يعتقدها الأدباءُ مجازيةً، ويدرسها العلماء بجدٍ بل ويحاولون إثباتها. .

القصة بيئتها مصرية شعبية صميمة تمثل جانب كبير من الموجة الرابعة لتطور الخيال العلمي في مصر.

هناك ايضا كما  قصة الرسالة (The Message) التي تزور بغداد إبان سقوطها في يد التتار جنبًا إلى جنب مع مقطوعة (صمت بيتهوفن) (Beethoven Silence) لإرنستو كوتازار، جانب آخر كبير من التقاء الأصالة مع الحداثة، الشرق مع الغرب، العلم مع الإيمان.


كتب المقال فاطمة كريشة ونشر في موقع نمبر1نيوز ديسمبر 2021

Comments

Popular posts from this blog

ماذا ينقص الخيال العلمي العربي ليصبح مرآة مستقبلية؟

ترجمة الفصل الثالث من رواية بوابة المالا نهاية ل مايك كاري