رواية Project Hail Mary متي تنجح وتفشل طريقة الفلاش باك



Project Hail Mary  رواية خيال علمي جديدة ل اندي ويير، المشهور بتأليفه لرواية The Martian، حيث تركز روايته الجديدة علي التعامل مع مشكلات الفضاء ،واستخدم بكثافة الفلاش باك مع الاحداث التي دارت في الأرض لشرح طبيعة التهديد وخلفية بطل القصة. و خطأ  شنيع ان يفعل معظم الكتاب هذا ، ولكن المؤلف ماهر في التخطيط لقصته ، في دراسة المطلوب من وراء مشاهد فلاش باك لاضافة المزيد الي القصة عن ما يسلب منها , دعونا نغطي  ما نجح فيه المؤلف او فشل

تنبيه بحرق الأحداث : تلخص تلك المقالة حبكة الرواية ، متضمنة الحبكات الملتوية المهمة بها .

تبدأ الرواية بالبطل يستيقظ ويجد نفسه راقدا علي فراش طبي . ضعيف جدا ليتحرك ولكن يقوم ذراع ألي برعايته ويسأله كمبيوتر أسئلة ليقيم ذهنه . وبينما يخمن القراء انه في الفضاء لا يدرك البطل مكانه ولا اسمه حتي.


يبحث مؤلفي الروايات دوما عن سبل لخلق افتتاحيات جاذبة .حيث ان  حبكة الروايات معقدة عادة ، ومن الممكن ان يكون صعبا علي القراء الانغماس فورا مع الأحداث بدون تأسيسيها أولا . حل ويير تلك المشكلة بجعل بطله فاقد الذاكرة . بهذه الطريقة اصبح ببساطة تقديم بيئة الفضاء كلغز مثير للفضول. علي سبيل المثال . بعد نهوض البطل ، لاحظ ان الجاذبية اثقل من المعتاد وباستخدام اسلوب ويير في حل المشكلات العلمية ، قام البطل بتجارب لاكتشاف ان كان هذا بسبب قوة طرد مركزي كبيرة  أو لانه ليس علي كوكب الأرض ، واتضح انه في مركبة فضاء تخفض من سرعتها


علي قدر اهميتها لهذا الكتاب ،جعل فقدان الذاكرة مشاهد الفلاش باك طريقة جاذبة لكشف التفاصيل .وكما وصفت في مقال لي عن القص الماورائي، حين يدرك بطل الرواية ما يحدث ، لم يؤثر الفلاش باك علي كيفية كشف القصة ،ونتيجة لذلك ،فهم اشبه بدفعات متتالية وطويلة من الشرح والتفسير عن كونها نقاط حبكة مثيرة للاهتمام.ولكن البطل الفاقد للذاكرة يعرف ما تكشفه ذاكرة الفلاش باك حين يعرف بها القارئ ايضا، هذا يعني امكانية كشف تلميحات تدفع الحبكة للأمام.


يحتوي الفصل الأول من رواية Project Hail Mary علي مشهد فلاش باك واحد فقط . كانت  في نسختي من الكتاب عبارة عن صفحة ونصف من 23 صفحة للفصل كله . عند تلك النقطة ، يركز البطل علي معرفة من هو . بينما يعرض مشهد الفلاش باك خط احمر غير طبيعي يمتد بين الشمس وكوكب الزهرة ، لم يتم تأسيس اي خلفية لأجل هذا ، مما يثير بعض الفضول ، ولكنه ليس مثيرا في  حد ذاته ، الأهم لبطل الرواية هو ان تكشف ذكرياته تلميحات عن شخصيته .


للحفاظ علي انجذاب القارئ ، يكتشف البطل وجود جثتين في الأسرة الطبية الأخري في نفس الغرفة ، مما يشعر انه ربما يكون في خطر ، ولذا يكون اكثر الحاحا معرفة ما الذي يجري . يتمكن من صعود سلالم الغرفة الطبية متوجها الي حجرة المعمل ، وحين ينتهي الفصل يلاحظ اخيرا اختلاف الجاذبية ويدرك وانه لم يعد علي الأرض.


بينما يتعامل البطل في بداية الفصل الثاني علي ما قد يكون جهاز طرد مركزي ، يحدث فلاش باك اخر . الذي يكشف خط احمر شاذ في المجموعة الشمسية لكوكب الأرض. ولكن هذا المرة يأسس ايضا ركائز الكتاب. ان الشمس تخفت ، وما لم يتم تفاديها ستؤدي الي عصر جليدي جديد ومجاعة جماعية علي الأرض. بعد الفلاش باك ، يلاحظ البطل ان هذا الأمر بشكل ما وظيفيته في التعامل مع تلك الكارثة.وسيكون ذلك صعبًا ، لأنه لا يزال لا يتذكر الكثير وتوفي باقي طاقمه.

ولا يخلق هذا فقط اهتمام القارئ و يأسس للحبكة ولكن ايضا يوفر سبب لمدي اهمية الفلاش باك للقصة . لن يتمكن البطل من انقاذ الأرض اذا لم يتمكن من تذكر حتي تفاصيل المشكلة او ما يفترض عليه عمله ف الفضاء


وبسبب هذا يسعي البطل بنشاط ليستعيد المزيد من الذكريات لكي يمكنه انقاذ الموقف. ثم تأتي اليه الذكريات التي يسترجعها كمشاهد فلاش باك للأسف , لم يخلق المؤلف صراع مثير للاهتمام يتمكن به  البطل من اكتساب الذكري التالية ولكن بدلا من ذلك كان البطل فقط يستريح ويدعها تأتي اليه . ربما طبيا هذا الأمر دقيق ، ولكنها طريقة باهتة ، ونظرا لان تلك الفلاش باك تعرض مفاتيح مهمة ، وجب علي البطل التعامل معها.


وبواسطة الاسترخاء وترك تلك الذكري تاتي من تلقاء نفسها . قرر البطل ان يجرب لو يمكنه اكتشاف ذكري بشكل مقصود أي ذكري . لم يغير الفلاش باك الذي حصل عليه نتيجة لهذا من قواعد اللعبة ، ولكن المؤلف يعوض عنها بالابداع فيها ، يكشف الفلاش باك  ان هناك ميكروب فضائي يسبب خفوتا للشمس


بعد هذا الفلاش باك . صار من الواضح ان البطل سوف يستعيد ذاكره ف النهاية  ، وضف علي ذلك ان التهديد الواقع علي الأرض لم يكن عاجل ، والتوتر ف القصة يسقط ف البطء . لذا رفع المؤلف فورا التوتر بشرارة صغيرة . اصدر الكمبيوتر تنبيه بوقوع خطأ للبطل بأن السفينة ربما تكون قد خرجت عن مسارها . ولكنه ايضا لن يمكن البطل من دخول غرفة الملاحة ليصلح تلك المشكلة حتي يتذكر اسمه . الان يحتاج  البطل الي ان يحصل علي معلومة محددة خلال مدي زمن قصير جدا .


لحسن الحظ ، خلق المؤلف هذه المرة  صراع لاستعادة المزيد من المعلومات ، سيسعي البطل خلف كل المعلومات التي تذكرها من الذكريات السابقة ليكشف من هو . هو في حيرة من حبه الواضح للأطفال و كونه يفكر  بخصوص اطفال في حياته ، مع ذلك لم يكن لديه اي اطفال يعيشوا معه او اي صور لهم في شقته . وبينما يختم الفصل الثاني ، تصل نقطة التحول ، ادرك فجأة في النهاية انه معلم.

هذا الادراك حفز ذكري التدريس حيث افتتحت الفصل الثالث واخبرته ذاكرته ف النهاية ان اسمه ريلاند جريس


السير علي خطي زمنين

من الفصل الثالث الي الخامس , يركز المؤلف بثقل اكثر علي خلفية جريس . فبدلا من صياغة القصة في ضوء الحاضر وملائها باجزاء من المعلومات بواسطة الفلاش باك ، يجعل المؤلف منحني السرد يجري في الحاضر ومنحني سردي اخر يجري ف الماضي.

في الحاضر ، يحاول البطل اكتشاف كيف تعمل السفينة واين هو ، والي اي اتجاه تذهب اليه . ويلاحظ انها تتحرك بسرعة كبيرة قاصدة طرده من المجموعة الشمسية ، هكذا الامر ، الا اذا اصطدمت بالشمس أولا


في الماضي ،تجند ايفا سترات البطل  ، والتي هي مسئولة عن انقاذ البشرية . تستشيره في بعض الاوراق البحثية التي تنشرها سابقا عن الكائنات ذات الاساس الا مائي ، وتحبسه في غرفة مع اول عينة من كائن فضائي ميكروبي الذي فيما يبدوا يمكنه النجاة من الشمس ، في دوره الاختصاصي في جانب منه كعالم وجانب اخر ك فأر تجارب، من المفترض منه اكتشاف مما صنع الميكروب ، ولكنه بكيفية ما يقاوم دراسته بأي اداة علمية ثمينة لديه


بطريقة ما ، تتشابه تلك الخطوط الزمنية في وجهتي النظر في القصة ، ربما تعتقد ان هذا يعني انها تسير بشكل رائع ولكن في الحقيقة ، دوما تكرر الميثكرانتس الجدال ان تعدد وجهات النظر عادة تضعف التماسك بتفتيت القصة ، ومع ذلك ، تعدد الخطوط الزمنية ليس تماما مثل تعدد وجهات النظر


لاجل شئ واحد ، تلك الخطوط الزمنية بها نفس الشخصية . مما يرفع ملائمتهم لبعضهم البعض ولكن ايضا لا يخاطر بسحب اهتمام  القراء من الشخصية والتركيز علي شئ اخر غير مطلوب. وايضا،  الخط الزمني في الماضي سينظر له دوما كاحداث مسبقة ، حيث يدرك القراء الاحداث المستقبلية  ، مما يقلل الاهتمامبما سوف يجري ، في تلك الحالة لحسن الحظ ، نحن لا نعلم سوي القليل عن الخط الزمني في المستقبل حيث توجد بعض المساحة الكبيرة للمناورة حول ما حدث في الماضي ، اضاف المؤلف ايضا رهانا شخصي في المنحني السردي للماضي وصنع رواية حول دراسة الميكروب 

ومثل تعدد وجهات النظر ، كان السؤال الهام هو ما العائد من خلق خطين زمنين متوازيين بدلا من حكيهم بطريقة منفصلة او واحدة كل مرة . لاجل دفع ثمار تعدد السرد المنحني المتزامن وجب عليهم التفاعل معا لحد ما


بينما يمكن تقوية التفاعل بين تلك الخطوط الزمنية، مشي المؤلف ف الاتجاه الصحيح . اولا ساعد تركيز كلاهما علي حبكة الكتاب ، كل واحد منهما خطوة في انقاذ الحياة ع الأرض من الميكروبات الفضائية ، بالاضافة لذلك ماتزال تتابعت الفلاش باك تغذي الخط الزمني في الحاضر ببعض المعلومات المفيدة


يكتشف البطل  في الفلاش باك ان الميكروب يخزن كم مهول من الطافة ويطلقها كضوء تمد حركتهم بالطاقة . قامت بتسميتهم بالاستروفاج . وفي الحاضر يعمل البطل علي ذلك بعدة وسائل ، يجد انه ليس حتي ف المجموعة الشمسية ، ثم يري رسوم بيانية للسفينة تظهر وجود كمية سخيفة من الاستروفاج في السفينة ، ويدرك انه الوقود الذي يمكنه من السفر بين النجوم .


يحاول البطل في الفلاش باك العودة فقط  الي التدريس ليتسائل اذا تلاميذه سيتعرضوا للجوع في سن الثلاثين ، يترك التدريس ويتوسل لستارت لتسمح له باستكمال دراسة الاستروفاج . في الحاضر ، يدرك البطل عدم وجود وقود كافي للعودة ، وبدلا من ذلك يجد مركبة ألية صغيرة معدة لاستقبال المعلومات الهامة والعودة بها الي الارض. مما يعني انه في مهمة انتحارية .


في الحاضر يدرك البطل حاجته الي حل مشكلة الاستروفاج بطريقة ما ، ولكنه لا يعرف لماذا هو موجود في هذا النظام الشمسي او ما الذي يفترض ان يفعله . في الفلاش باك يثبت نفسه امام سترات باكتشاف كيف يتكاثر الاستروفاج . ثم تجعله ضمن مشروع هايل ماري ، وهي مهمة لنجم اخر تعرض للاستروفاج ولم يخفت ضوئه بعد ، وعودة الي الحاضر .  البطل الان يعلم ما يحتاج الي ان يفعله


يأخذ اخر الفلاش باك الفصل الخامس بالكامل. وفي تلك الحالة اعتقد انه اختيار جيد . بينما من اللطيف  أن تكون متسقًا في كيفية التبديل بين الخطوط الزمنية أو وجهات النظر ، كان من الممكن ان يبالغ في الاستمرار في الامر. في رواية Ancillary Justice علي سبيل المثال ، احد الخطي الزمنين كان دوما بطئيا بشكل لا يصدق . اشك ان مؤلفة الرواية كانت تضيف حشوا لتحافظ علي تزامن الخطين الزمنين . انه امر لا يستحق


في هذ الكتاب ، في الخط الزمني في الحاضر ، لا يستطيع البطل فعل الكثير حتي يعرف ما المفترض عليه ان يفعله. بينما من الممكن دوما للمؤلف ان يعطيه المزيد من المنحني السردي ليستنفذ الوقت، من الأفضل قضاء فصل كامل في الماضي عن قضاء مشاهد متعددة في مشاهدة البطل منتظرا في ملل 


ربما تكون قد لاحظت ان كل مشاهد الفلاش باك في ترتيب خطي ، تحريك القراء عبر ما حدث علي الارض من البداية الي النهاية . بينما اكتساب الذكريات بهذه الطريقة ربما يكون غير واقعي . التصور البلاغي يتستحق هذا العناء . حيث يسمح للقراء في الاستغراق في الخط الزمني الماضي بدون هدر طاقتهم في محاولة محاولة لم ما حدث


بداية من الفصل السادس ، يقل تكرار ظهور الفلاش باك ولا تقدم الكثير للمنحني السردي . هذا ايضا يحدث عندما يقدم الخط الزمني في الحاضر المنعطف الأهم في الكتاب . يتطلع البطل لأول مرة الي هذا النظام النجمي الجديد حين يجد سفينة فضائية بالقرب منه، التي تحاول بشكل واضح بدء التواصل معه. وبالانحراف قليلا عن الفلاش باك هذا رجع نجاح هذا المنعطف  الي عدة اسباب


اعدادت قصة الرواية جعل من هذا الامر غير متوقع ، تلك رواية خيال علمي صارمة تستخدم اليوم الحالي كنقطة بداية .  معرفة المؤلف العلمية مستواها عالي جدا في  الواقعية مما يجعل ظهور كائنات فضائية  امر غير محتمل.


لا يزال من المنطقي في سياق القصة .القصة بها ميكروبات فضائية ورحلات سفر بين النجوم ، لماذا اذن لا تضم المزيد من الفضائين المتقدمين حضاريا؟ هذا النمط من السياق هو كل ما تحتاجه في معظم التكهنات ، لم يكن علي المؤلف التمليح بوجود كائنات فضائية بالتحديد


بالرغم من النوع الفرعي للخيال العلمي التأملي الذي تتعامل معه ، كلما زادت واقعية اعداداتك للقصة وقلت عناصرها الفانتازية  ، كلما زاد تأثير العناصر الفنتازية التي ستضمها في القصة هذا هو سبب خلق كائنات الرواية الفضائية لاثارة اكبر


حسنا ، سأتوقف الان  عن الكلام  بحماسة عنه ، انا لست من جمهور المؤلف بل انت .

من هنا حتي الفصل ال5 ، يركز البطل في الحاضر علي مقابلة وتحية رفيقه الفضائي . فسمي صديقه الفضائي روكي ، وروكي هذا ليس ذكر او انثي بالشكل المتعارف عليه ، المؤلف شديد الجبن فيما يتعلق بالتحيز الجنسي ورهاب المثلية حيث تضمن اهمال الاشارة بضمائر المذكر والمؤنث ، وفي تلك الفصول يمضي البطل وروكي في  اكتشاف بعضهم البعض ، وبسبب ارتفاع مستوي الافكار المبدعة والحالة المبهجة ربما قد يكون هذا اكثر جزء من الكتاب شعبية لدي اغلب القراء


لا يمكن الفلاش باك ان ينافس الحاضر هنا حيث لا يوجد في فصول عديدة  فلاش باك علي الاطلاق

اغلب تلك الفلاش باك تعرض محادثة بين البطل واخصائي اخر مشارك في مهمة هال ماري ، مع حضور لشخصية سترات احيانا التي تتصرف في ديكتاتورية فاتنة ، يوضح الاخصائي خصائص السفينة مثل طاقة تشغيل الاستروفاش (محرك الدوران)  او هيكل الطرد المركزي للسفينة الذي يخلق جاذبية تحتاجها معدات معمل السفينة . بينما المؤلف يخلق تلك الشخصية تكون تفاعلاتهم مسلية ، لا يمكن تعويض  اسطر المكاشفة تلك  في خدمة نفس الغرض


ربما شعر المؤلف بحاجته الي زوج منهم لتبرير افكار القصة , يموت زملاء البطل في السفينة خلال غيبوبة رحلتهم البين نجمية . تلك الغيبوبة توضح كذلك فقدان ذاكرة البطل . ولكن لما وضع الطاقم في غيوبة خطيرة كتلك ؟ باستخدام الفلاش باك ، يوضح المؤلف ان بدون الغيبوبة سيقتل الطاقم بعضهم البعض خلال اربع سنوات من الحصار في نفس المكان الضيق ، بالنسبة للمؤلف للأسف هذا غير صحيح.


بصورة مماثلة يستخدم المؤلف فكرة واحد من كل 7000 شخص لديهم جين يجعلهم يصمدوا امام تلك الغيبوبة لتبرير لما اختير البطل لتلك المهمة . ولكن بما ان البطل يعرف بوضوح ما يفعله ، تبرير وجوده غير ضروري . بالاضافة الي ذلك الحد من مجموعة المرشحين بشكل درامي يجعل من الغيبوبة اقل واقعية . معا ، ربما كان من الأفضل لو جرب المؤلف ان يخترع شئ خيالي بدلا من استخدام الفلاش باك لشد الانتباه لتلك الفكرة 


من بين كل الفلاش الباك التوضيحية ، كان الفلاش باك في الفصل 11 غريبا وليس في محله ، حيث تعرض سترات وهي في المحكمة تحاكم في قضية حقوق الملكية الفردية حيث لم يكن البطل موجودا في هذا المشهد ، كانت كل الفلاش باك اجزاء من ذاكرة البطل وهو يقوم باستعادتها ، تم سردها من منظور المتكلم في صيغة الماضي ،اما هذا الفلاش باك فقد  كتبه المؤلف من منظور الرواي العارف بكل شئ ، أملا اننا لن ننتبه لتلك النقطة 


قد تكون ستارت افضل شخصيات المؤلف حتي الان ، هي شخصية قوية ، قائدة جادة وعملية حيث ترضي القراء ممن يريدوا ان تعتني حكوماتهم بقضية الاحتباس الحراري .ومن خلال دعم اغلب اقوي الحكومات تعرف ما يجب فعله لاصلاح الازمة الحالية ، ثم تجعل الناس يفعلوه . ولكن يذهب الفلاش باك  في حيلته الي حد عدم الشعور بالامتاع بعد الان ، بينما لن يتعاطف أحد مع دعوى قضائية لحقوق النشر التي تستهدف المهمة الفضائية لإنقاذ البشرية ،تتجه ستارت الي القاضي وتخبره انه فوق القانون . مع الاخذ في الاعتبار ان قاعة المحكمة تلك في الولايات المتحدة ، حيث احد الحزبين السياسيين الكبار يحاو ان يطيح بالديمقراطية لاجل دولة استبدادية ، ان تمجيد اقصاء ستارت الصارخ للعدالة لأمر سئ الذوق


ولأجل ماذا؟ لا يحتاج القراء لتفسير لما يملك البطل قرص صلب عليه كل المعلومات الرقمية التي اتاحتها البشرية . انه ينقذ البشرية ، ويمكننا افتراض امر التبرع بهم او السماح باستخدامهم من يبالي . لقد ترك لدي انطباع بأن المؤلف شعر بأنه مضطر بحشر الفلاش باك.


واحد فقط  من كل الفلاش باك التي في منتصف الكتاب ، ترتبط بشكل فضفاض بما يصنعه البطل مع روكي . يجد البطل ان باقي طاقم روكي موتي بسبب الاشعاع ، ثم نجد فلاش باك يوضح ان الاستروفاج يعوق التعرض للاشعاع ، مما يوضح كيف نجا روكي ، بما انه مهندس السفينة ، حيث قضيا وقتهما  هناك بالاسفل حيث خزانات وقود الاستروفاج ، وبشكل غريب يتضمن هذا الفلاش باك بداية علاقة عاطفية بين البطل واحد العالمات التي لم تكتمل ابدا .


بدلا من العودة مباشرة لتناول مسألة الاشعاع مع روكي ، يضيف المؤلف فلاش باك ثاني ، وفي هذا المشهد الرصين ، يضطر علماء البيئة لاذابة قطعة ضخمة من القارة القطبية الجنوبية، محررا الميثان الي الجو لتأخير ظاهرة التبريد الحراري في العالم ، نظرًا لأن هذا الفلاش باك يذكر القراء بمحنة الأرض ، فإنه سيحدث تحول رائعًا في لقاء الكائن الفضائي والترحيب به  والعودة إلى حبكة القصة لكن اللقاء والترحيب لم ينته بعد ،مع عدم وجود متنفس في الاحداث سيشعر التوتر الزائد القراء بالضيق خلال ما يفترض ان يكون تسلسل احداث خفيف ومسلي


مع خفوت طرافة وحداثة اللقاء والترحيب ، روكي والبطل يتعاونا معا لحل مشكلة الاستروفاج . يصنع روكي موطئا له في سفينة البطل وتوجها داخل هذا النظام الشمسي  الي الكوكب المكافئ لكوكب فينوس به ، حيث يتكاثر الاسترفاج ، واكتشفا انه الكوكب الذي نشأت فيه في المقام الأول ، لذا يوجد ايضا مفترس طبيعي له به


لجمع عينة من الغلاف الجوي ، يجب عليهما انزال السفينة لمستوي خطر من الكوكب . والحوادث تقع ، لينتهي بهم الامر ليصيرا في ذروة الكتاب . للأسف يحدث هذا عند  مايزيد  قليلا عن ثلي الكتاب ، هذا مبكرا جدا . حيث تقع تحديات اكثر فيما بعد ولكنها اقل توترا ، لذا تنتهي القصة بشكل مخيب


بالاخذ في الاعتبار الصرامة العلمية في هذا الكتاب ، ربما عاني المؤلف ليجد مشكلة مهددة للحياة في الجزء التالي من المهمة التي سيحلها البطل . بجانب محاولة اضافة كارثة اكبر في نهاية المهمة ، كان الخيار الاخر صياغة كتاب ذو محتوي اخف . وهذا سيلائم احساس الصداقة الدافئ بين البطل وروكي. لفعل هذا ، سيقلل المؤلف من توتر احداث حادثة الكوكب ، مع المزيد من الابداع ، ربما بفحص المزيد من اشكال الحياة الفضائية على هذا الكوكب ومن ثم يمكنه رفع التوتر قليلا وصولا للنهاية ليخلق الذروة في القصة .


ربما يحتاج ايضا تقليل صفحات الكتاب .وهذا ليس بالامر الصعب ، لديه كل تلك الفلاش باك التالية والتي اغلبها يمثل عبء علي القصة . مثل مجموعة الفلاش باك السابقة ، الفلاش باك في هذا القسم تتقاطع مع القصة بشكل عشوائي وغير متصلة بشكل عام بما يحدث في الحاضر.


الفرق هنا انهم يركزوا علي تقديم فريق المهمة في السفينة ودور المعد للبطل ، في أولئك  الفلاش باك نعرف ان البطل اشرف علي الكثير في المهمة ، واختبر المعدات والعتاد مثل بذلة الفضاء ونكتشف ان سفينة المهمة سيكون علي متنها طاقم من ثلاثة افراد ، احدهم عالم بيولوجي ، وقد اعطي للبطل مهمة شرح الاستروفاج للبيولوجي وبديله الاخر .


كان السؤال الوحيد امام اولئك الفلاش باك للاجابة عليه هو كيف انتهي بالبطل الذهاب للمهمة بدلا من الطاقم المختار . ولكن هذا ليس بالامر الغامض ، اي حادثة تسبب مقتل لكليها تؤدي الغرض . وحتي لو كان ههذا السؤال مهم بما فيه الكفاية لتبرير الفلاش باك ، فان المؤلف قد حشر الكثير من الفلاش باك عن ما يحتاجه لهذا الغرض.


في الفصل 23 ، نري اخيرا المؤلف يواصل حكايته محملا بما سبق ذكره ، بعد ان قتلت الحادثة علماء البيولوجيا ، اخبرت ستارت البطل انه كان سرا البديل الثاني منذ البداية، ورغم ان المهمة كانت ف حاجة اليه بشكل واضح الا ن البطل رفض الذهاب بسبب انه لا يرغب في الموت . لذا قامت ستاارت بحبسه ، وادخلته السفينة دون ارادته ، وقامت باعطاه مخدرا سبب له فقدان ذاكره مؤقت وحسبت ان فقدان الذاكرة ستلام بها الغيبوبة، ويمكن لافراد  طاقمه ان يساعدوه ف الالمام بالمعلومات ، وبهذه الطريقة سيكون من غير المرجح أن يخرب المهمة نكاية بها .


سيكون هذا كشف عظيم ، فيما عدا مشكلة واحدة ، انه لا يهم ، قد يعتقد البطل ان هذا يعني انه جبان ، ولكن لم يكن هذا صحيحًا في أي وقت آخر في هذا الكتاب. ربما تعمد  المؤلف اعطاء البطل منحني سردي لتطور الشخصية من شأنه أن يأخذه من الجبن إلى الشجاعة ،  فقط لإدراك أنه اذا لم يفعل البطل أشياء بها جرأة، فلن تذهب الحبكة الي أي مكان.


وبالتناوب ربما أمل المؤلف ان هذا سيجعل من النهاية اكثر معني ، بعد هذا اعطي روكي الوقود الذي يحتاجه فعلا للعودة الي موطنه ، وابتعد كل منهم في طريقه ، كل منهم يحمل بعض الميكروبات الاكلة للاستروفاج / ولكن خرجت بعض من تلك المفترسات الصغيرة وبدأت في التهام وقود السفينة . استطاع البطل انقاذ السفينة ولكنه ادرك ان روكي ربما يكون هالك . ووجب عليه الاختيار بين العودة الي موطنه او ارسال المركبات الصغيرة ذاتية التوجيه الي الارض بما تحمله من الميكروبات المفترسة واعادة روكي الي موطنه ، لسبب ما كان متأكدا ان فصيلة روكي لن يمكنها تقديم اي طعام له . واعتقد انه هالك بعد وصوله لكوكب روكي .


ربما في قصة مختلفة قد يثير هذا الكشف عن  الفلاش باك حول ما إذا كان بطل الرواية سيقدم تلك التضحية. لكن في تلك القصة ، قد انقذ البطل روكي مرة سابقة بتعريض نفسه للجو ذو الضغط ودرجة الحرارة العالية الخاصة بروكي ، واوشك البطل ع الموت بهذا الفعل.


ان اقناع القراء ان البطل لديه مشكلة حقيقة مع الجبن او انه لن ينقذ روكي امر بعيد عن متناول هذه القصة  لكن قد يكون الكشف ذا صلة بطريقة أخرى. اذا اعتمد البطل  في جمع شجاعته في حالات الطوارئ ع صورته   طوال القصة كبطل مضحي بنفسه ثم تتضح له الحقيقة قد هذا يسبب له ازمة في الثقة . ويجعل المشكلات التي يواجها اكثر صعوبة في الحل. قبل ان يغفر عن ماضيه ويدرك انه صار مختلفا الان


وبناءا عليه هذا الفلاش باك ملئ بالامكانات الضائعة ، هو عموما قد نجح في جذب الانتباه لكيفية عدم وجود منحي سردي لتطور شخصية البطل 


وصولا للخاتمة ، يظهر الضرر الاخير لمجموعة الفلاش باك تلك ، وجد قوم روكي طريقة لاطعام البطل ، وقد قرر البقاء في قبته المغلقة علي كوكب روكي بدلا من الذهاب الي الأرض . ولكن بعد كل مشاهد التي دارت في الارض في الرواية  لم يمنح المؤلف القراء خاتمة لها ، حاول المؤلف ان يصلح هذا من خلال الكشف ان الشمس عادت تسطع من جديد ، لذا لابد ان البشر استاطعوا الحصول علي الطرد الخاص بالبطل واستخدموه


هذا ليس كافي ، لقد رأينا دمارا بيئيا مروبعا ، هل استطاع البشر اصلاحه ؟ البطل الان لديه شكوي جادة ضد ستارت ، ماذا كان سيقول لها اذا عاد للأرض : سيريد القراء ان يشهدوا ما قد يكون تعافي بطئ ومؤلم لسكان الارض ، لكن المؤلف ليس مهتما بالكتابة عنها .


بنائا علي مجموعة الفلاش باك تلك التي بدأت قوية ولكن افسدت القصة في النهاية ،  ماهي الحلول المثالية هنا ؟ لمواقف مثل تلك ، تتضمن عدة خيارات : 


التخلص من الفلاش باك ، ولكن قد يضر هذا بالاندماج ف افتتاحية القصة . وتعتبر الكثير من العلومات في الفلاش باك المبكرة مهمة ايضا ، ولكن بدلا من ذلك  يمكن توصيلها عن طريق الشرح والتوضيح  . وهذا من شأن أن يثقل كثيرا  كاهل الثلث الأول من القصة 


نقل الفلاش باك الي المقدمة ، لذا لن يصيروا  فلاش باك ، نظرا لان الفلاش باك تركز علي نفس الخط القصصي، هذا ممكن ، لكن سيتطلب الكثير من الجهد وربما ينتج قصة ضعيفة الجودة . وبناءا عليه ، يستطيع المؤلف القفز بالزمن ليحافظ علي القصة واقعية ومشوقة . سيصير الامر اكثر صعوبة ، سيجب عليه ان يبني المزيد من منحنيات السرد الصارمة في الماضي وابتكار افتتاحية جديدة . وحتي اذا نجح في كل هذا ، القصة قد تبدو متفاوتة إذا كان الثلث الأول على الأرض والباقي في الفضاء.


ربط مجموعة الفلاش باك الاخيرة بالخط الزمني للحاضر . اعتقد ان المؤلف قد يفعل هذا بالفعل  اذا  تمكن منه . ولكن لديه بالعفل مشكلة في الذروة ، وكل قيد يتم وضعه في القصة يجعل من حكيها امر صعب . لهذا من النادر يندر ان يكون الجزء المكمل بجودة الكتاب الاول . ورغم امكانية حدوث هذا نظريا ، لا اعتقد من الناحية العملية . بدلا من ذلك ، سيكون اختياري تقليل وجود الفلاش باك خلال الكتاب . سأوقفها بداية من تقديم شخصية روكي ، ومع ذلك ، ارغب في تذكير القراء ان البطل مازال يسترجع ذكرياته من خلال نوبات من نوبات من المعرفة مرتبطة بخصائص السفينة حين يتعامل معها . اذا احتاج القراء لمعرفة المذيد عن السفينة ، يمكننا تقديم بشرح بسيط ، او يصفها البطل لروكي .


جعل الفلاش الكاشف للغموض في النهاية من شأنه ان يساعد الاشياء علي الخروج وتوفير شعور بالسيمترية . انها تحتاج فقط ان تكون متاكملة بشكل افضل اكثر . بجانب جعلها جزء من المنحني السردي لشخصية ، سأضع بعض الغموض  الممكن حلها . وربما بينما يستعيد المذيد من ذكرياته  ، سيبدأ البطل في ملاحظة ان شيئا متعلق بماضيه ليس صحيحا او ان  الاشياء التي يجب ان يتذكرها مفقودة 


في النهاية يحتاج البطل ان يكون في وفاق مع ما فعلته ستارت ، حتي لا يشعر القراء انهم باذاء عمل غير مكتمل . وستعمل الخاتمة ايضا بشكل افضل مع القليل من الفلاش باك ولم تكن مشاهد الارض سوداوية ، وسيكون خياري ان يبقي البطل مع روكي لحسم المنحني السردي الخاص به . وسيكون الاكثر ملائمة المنحني السردي للعلاقة بينهم ، أي مجرد توضيح مدي كان البطل وحيدا في بداية القصة واظهار كيف ساعد روكي في تغير ذلك الامر 


بنما تقدم مجموعة الفلاش باك اضافة كبيرة للقصة ، معظم رواة القصص غير مستعدين للقيام بالمطلوب لكي تأتي ثمارها . انه من السهل تذكر فلاش باك رائع يكشف الامور قد رأيته ذات مرة ونسيان مقدار الجهد المبذول في ذلك . ومن سهل  تصور انك في حذر سوف تحيك الفلاش باك في حبكة قصتك فقط لتجد نفسك  مرهقا في منتصف الطريق وتبدأ في تحقيق أداء باهت . اذا اردت حبكات ملتوية ومواقف ايضاح واجلاء ، هناك طرف اسهل للقيام بهذا . اذا كنت تبحث عن طرق لحشر خلفية درامية رائعة خلقتها ، تخلي عن ما يأخرك


ترجم المقال من موقع  mythcreants.com


Comments

Popular posts from this blog

ماذا ينقص الخيال العلمي العربي ليصبح مرآة مستقبلية؟

ترجمة الفصل الثالث من رواية بوابة المالا نهاية ل مايك كاري