فهرنهايت 451 الرواية التي قُمعت ومُنعت لسنوات..
تأتي أهمية رواية «فهرنهايت 451» للكاتب الأمريكي راي برادبري في نهايتها التي تخلص إلى القضاء على مدينة الديستوبيا والتكنولوجيا المفرغة من معناها وقيمتها، وتبشر ببداية حياة جديدة أهم وأكثرعمقاً، بطلها الكتاب.
الرواية، التي قُمعت ومُنعت في أكثر من مناسبة ومكان من حول العالم، نجحت في أن تشكّل مادة أعمال تلفزيونية وسينمائية ومسرحية وإذاعية وسواها من الإبداعات التي كرّستها أيقونةً أدبيةً متميزة.
«فهرنهايت 451» رواية عالمية تبدأ أحداثها وتدور حول مدينة يحكمها نظام سلطوي غريب يفرض نفسه ومبادئه على حياة سكان المدينة ويقلبها رأسًا على عقب، بداية من مفهوم رجال الإطفاء، ومرورًا بالإعلام، وحتى القراءة والتعلّم، مما يحيل حياة السكان إلى حياة يومية غريبة.
كُتبت الرواية بغرض الرد على الإرهاب الثقافي الذي مارسه السناتور الأمريكي جوزيف مكارثي على المثقفين الأمريكيين والتي عُرفت فيما بعد باسم ” المكارثية ” نسبة إليه لما تسببت فيه إدعاءاته ضد الكثير من الأفراد واتهامه لهم بالخيانة والجاسوسية لصالح الشيوعية والسوفييت.
رواية “فهرنهايت 451” للكاتب الأمريكي راي برادبري، واحدة من أيقونات أدب الخيال العلمي وهى عمل في نهايته لا يدور حول نهاية العالم على قدر ما يتخلص إلى القضاء على مدينة الديستوبيا والتكنولوجيا المفرغة من معناها وقيمتها، وتبشر ببداية حياة جديدة أهم وأكثر عمقاً، بطلها الكتاب.
ويتخيل الكاتب نظاما شموليا يغزو العالم ويعمل على حرق الكتب على درجة 451 فهرنهايتا، ويجعل التلفزيون أداته الرئيسة في الهيمنة على العقول، يعلن قاعدته النارية التي تقول بوجوب حرق الكتب والبيوت التي تخبئها أيضا.
ولد الكاتب رايموند دوغلاس برادبري في مدينة ووكيغان في مقاطعة ليك بولاية إلينوي الأمريكية في 22 أغسطس 1922، وانتقلت عائلته إلى لوس أنجلوس في سنة 1934 في فترة الكساد الكبير. وبعد أن ترك المدرسة عمل في بيع الصحف بالإضافة إلى التأليف في أوقات الفراغ.
تزوج برادبري في سنة 1947 من مارغريت ماكلور (1922–2003)، وبقيا معاً حتى وفاتها، ولهما أربع بنات.
بدأ ينشر مؤلفاته من مطلع أربعينات القرن العشرين، حيث نشر أول قصة له في سنة 1941. ومن مؤلفاته الشهيرة مجموعة التواريخ المريخية الصادرة في سنة 1947، ثم رواية فهرنهايت 451 في سنة 1953 التي منحته الشهرة العالمية.
ألف برادبري 13 رواية وأكثر من 400 قصة قصيرة، وتحول بعضها إلى أفلام أو صور متحركة بالإضافة إلى العديد من المسرحيات والسيناريوهات لأفلام سينمائية وبرامج تلفزيونية
أصيب بسكتة دماغية قبل عدة سنوات من وفاته فبقي مقعداً يتنقل على كرسي، لكنه حافظ على نشاطه في التأليف والمشاركة في الفعاليات الأدبية وجمع التبرعات وتوفي مساء 5 يونيو 2012 في لوس أنجلوس، وأوصى أن يدفن في مقبرة الحديقة التذكارية في ويستوود فيليج، وأن يُكتَب على شاهدة قبره مؤلف فهرنهايت 451.
Comments
Post a Comment