ذاكرة اسمها امبراطورية اركادي مارتين - ترجمة رواية




المقدمة


في تياكسكالان اشياء لا تتوقف : خرائط النجوم و تفريغ السفن.

ها هو كل الفضاء التياكسكلاني مفرود بشكل هولوجرامي فوق طاولة التخطيط الاستراتيجي في سفينة Ascension’s Red Harvest، خمس بوابات قفز و اسبوعين من السفر بسرعة أقل من سرعة الضوء من العاصمة الكوكبية لتياكسكلان ، وعلى وشك الالتفاف والعودة إلى الوطن. كان هولوجرام الرسم الخرائطي نسخة من الصفاء : كل هذه الأضواء المتلألئة أنظمة كوكبية، وجميعهم ملكنا ، هذا المشهد ، تحدق قبطان ما علي هولوجرام يجسم الامبراطورية، متجاوزة حافة عالمها المحدد - اختر حافة ، اختر برمق من تلك العجلة العظيمة التي تمثل رؤية تيكسكالان لنفسها ، وستعثر عليها مكررة ، مائة من هؤلاء الربان ، مائة من هؤلاء الهولوجرام، وكل واحد منهم يقود قواته الي نظام نجمي جديد ، يحمل معه كل الهدايا السامة التي تقدر ان تحشدها ، ، اتفاقيات تجارة و شعر ، ضرائب وووعود بالحماية ، أسلحة طاقة سوداء وعمارة كاملة لقصر حاكم جديد يتم بناؤه حول القلب المفتوح لنصب الشمس ذو الاشعة المتعددة ، كل واحد من أولئك الربان سوف يكرر الامر ثانية ، ويحيل نظام نجمي الي مجرد نقطة رائعة علي هولوجرام الخرائط النجمية

ها هو الاكتساح العظيم لمخلب الحضارة، يتمدد في السواد الذي بين النجوم، من المريح لربان كل سفينة النظر الي الفراغ وتمني ان لا يري شيئا يحدق الي الوراء ، هنا ، في خرائط النجوم ، قسم الكون الي الامبراطورية وما غيرها ، الي العالم وما ليس العالم

Ascension’s Red Harvest وقبطانها تبقي لديهم محطة توقف اخيرة قبل البدء في رحلة عودتهم الي مركز الكون , في قطاع بارزراوانتلاك تقبع محطة ليزل ، جوهرة هشة ودوارة ، حلقة قطرها عشرون ميلا تدور حول محور ارتكازها ، معلقة ف نقطة توازن بين شمس في متناول اليد واقرب كوكب مفيد لها ، الاكبر في سلسلة محطات التعدين التي تشكل تلك المنطقة الصغيرة من الفضاء ، منطقة امتدت لها يد التياكسيكلان ولكن لم تخضع لثقلها بعد .

لفظ مكوك نفسه من برمق المحطة ، مرتحلا مسافة بضع ساعات الي سفينة حربية منتظرة ذات هيكل معدني ذهبي ورمادي اللون ، تفرغ شحنتها ، امرأة واحدة ، بعض الحقائب ، بعض التعليمات وتعود مرة اخري سالمة ، وبحلول وقت عودتها ، بدأت Ascension’s Red Harvest بشكل كبير في المضي قدما باتجاه مركز التياكسكلان ، ماتزال خاضعة لفيزياء سرعة التحت ضوئية ، وستظل مرئية بالنسبة ل ليزل ليوم ونصف ، وتنكمش تدريجيا لنقطة ضياء ثم تنطفأ

دارج تاراتس، عضو مجلس ليزل عن عمال المناجم ، شهد الجسم المتقهقر ، والتهديد الكبير الكامن فيه ، يتدلي كالثقل ويلتهم نص الافق المرئي لمشد نافذة غرفة اجتماعات المجلس. هذا الحجب الكلي عن رؤية نجومه المألوفة علامة حديثة لديه علي النهم التياكسيكلاني تجاه فضاء المحطة. قد يأتي قريبًا يوم لا تتراجع فيه مثل هذه السفن ، بل قد توجه نيران أسلحتها الساطعة تجاه الهيكل المعدني الهش الذي يضم ثلاثين ألف نفس ، ومن ضمنهم تاراتس ، ويلفظهم جميعا نحو البرد القاتل للفضاء كبذور فاكهة مهروسة، هناك - هكذا تاراتس يؤمن - نوع من الحتمية من اللا ردع الامبريالي

لا توجد خرائط نجمية هولوجرامية وامضة فوق طاولة التخطيط الاستراتيجي حيث يعقد مجلس ليزل اجتماعهم ، فقط سطح معدني عاري، تم جليه بواسطة العديد من المرافق، في بساطة تأمل تاراتس مرة اخري كيف تبدو السفينة المنسحبة ماتزال تمثل تهديدا حاضرا ،وكف عن النظر الي مشهد ، مستعيدا كرسيه.

ربما يكون اللا ردع الامبريالي حتميا ، لكن دارج تاراتس بداخله تفائل هادئ ومتواطئ وحازم ، اللا ردع ليس الخيار الوحيد المتاح ، ولم يكن كذلك لبعض الوقت.

"حسنا، انتهي الأمر" قالت اكنيل امناردبات المستشارة عن التراث " انها بالخارج ، سفيرتنا الجديدة لدي الامبراطورية ، بناءا علي طلب الامبراطورية المذكور، واتمني بصدق ان تبقيها بعيدا عنا" .

يعلم دارج تاراتس افضل من ذلك ، هو من كان وراء ارسال السفير الاخير من ليزل الي تياكسيكلان ، منذ عشرون عاما مضت حين كان يزال في منتصف العمر ومغرمًا بالمشاريع عالية المخاطر. لن يتم اتخاذ أي إجراء بشأن إرسال سفير جديد حتى ولو تم نقلها بالفعل في مكوك ، لا يمكن استرجاعها ، وضع مرفقه علي تلك الطاولة ، كما كان يفعل طوال العشرون عاما تلك، واراح ذقنه المدققة فوق راحه كفيه النحيلة. قال " كان من الممكن أن يكون الامر أفضل ، لو كنا قد أرسلنا معها ذاكرة ذهنية لم تكن قديمة خمسة عشر عاما لأجلها ولأجلنا".

المستشارة امناردبات هي التي تملك جهاز الذاكرة الذهنية، وهي غرسة عصبية معايرة بدقة تسمح لها أن تحمل في ذهنها الذكريات المسجلة لستة مستشارين سابقين للتراث، ورثت سلسلة الايماجو من واحد تلو الاخر ، لا يمكن تخيل تخيل الوقوف في وجه شخص مثل دارج تاراتس دون الاستفادة من اخر خمسة عشرة عاما من الخبرة ، اذا كانت عضوا جديدا في المجلس ، وخمسة عشرة عاما عفا عليها الزمن ، فانها ستصبح عاجزة . لكنها هزت كتفيها ، لا تكترث بالضبط لفكرة كون السفيرة الجديدة لدي الامبراطورية بلا مصادر . تقول " تلك مشكلتك . انت من ارسل السفير اغافن، الذي لم يكلف نفسه بالعودة الي هنا سوي مرة واحدة في فترة عشرون عاما ليزودنا بتحديث لتسجيل الايماجو. والان ارسلنا السفيرة دزماري بما تركه لنا منذ خمسة عشرة عاما لتحل محله فقط بناءا علي طلب تياكسكلان "

قال المستشار تاراتس "لقد اتم اغافن عمله" ، حول الطاولة هز المستشارين عن الزراعة المائية وعن الطيارين رؤوسهم ، كانت المهمة التي اتمها السفير اغافن هو الحفاظ علي محطة ليزل و باقي كل محطات القطاع الصغيرة الاخري من ان يصبحوا فريسة سهلة لاجندة تياكسيكلان التوسعية ، وفي مقابل ذلك اتفقوا جماعيا علي تجاهل مثالبه. الان طالبت تاكسيكلان فجأة بسفير جديد ،دون توضيح عما حدث للسفير القديم ، أجل معظم المجلس محاسبة السفير اغافن علي مثالبه حتي يعرفوا ان كان توفي او انكشف او ببساطة سقط فريسة لبعض التغيرات السياسية داخل الامبراطورية دارج تاراتس دعمه دوما ، فكان اغافن ربيبه . وتاراتس كنائب عن عمال المناجم كان هو الأول من بين الستة الانداد في مجلس ليزل .

قالت المستشارة امناردبات " وسوف تؤدي دزماري مهمتها" ، كانت ماهيت دزماري اختيارها من السفراء المحتملين ، كانت تتطابق تماما ، كما اعتقدت ، مع الايماجو القديمة التي ستحملها . نفس القدرات. نفس الموقف. نفس الحب للتراث الاجنبي الذي لم يكن التراث الذي تحميه امناردبات ، افتتان موثق بالأدب واللغة التيكسكالاني، مثالية لكي يتم أرسالها بعيدا، وبصحبتها النسخة الوحيدة الموجودة من الذاكرة الذهنية للسفير اغافن . مثالية لكي تحمل سلسلة الذاكرة الذهنية الفاسدة والمفسدة بعيدا عن ليزل ، ربما، للأبد. اذا قامت امناردبات بذلك بشكل صحيح .

" انا واثق من ان دزماري ستكون في محلها بشكل كافي" قالت المستشارة عن الطيارين داكاكل اونشو ، "والآن هل يمكننا النظر في المشكلة المعروضة حاليًا على المجلس ، أي ما الذي سنفعله حيال الوضع في بوابة أنهيمات؟ "

داكاكل مهتمة بشكل استثنائي ب بوابة انهيمات، الأبعد عن محطة ليزل ببوابتي قفز، التي تؤدي الي اجزاء من فضاء لم تطالب بها تياكسيكلان . في الأونة الأخيرة لم تفقد سفينة استكشاف واحد - والتي قد تكون حادثة - بل فقدت اثنين ، وكلاهما في نفس البقعة السوداء . لقد فقدتهم لشيء ليس لديها وسيلة للتحدث معه. كانت البيانات التي ارسلت قبل ان ينقطع اتصال تلك السفن، استاتيكية ومشوه بالتداخل الاشعاعي ، لم يكن لها معني ، والأسوء ، لم تفقد طيارين تلك السفن فقط ، بل وسلسلة الذاكرة الذهنية الممتدة التي ينتموا اليها . العقول المؤتلفة لهولاء الطيارين مع سلاسلهم الذهنية لا يمكن انقاذها دون استعادة اجسادهم واجهزة الايماجو التي دمرت ، وهذا مستحيل.

لم يكن باقي المجلس مهتم ، ليس بعد ، ولكنهم سيصبحوا بنهاية الاجتماع ، بعد ان تشغل لهم اونشو ما تبقي من تسجيلات ، الكل ماعدا دارج تاراتس ، الذي كان لديه بدلا من ذلك نوع مروع من الأمل .

يفكر : أخيرا ، ربما يكون هناك امبراطورية اكبر من الامبراطورية التي تلتهمنها بوصة تلو الاخري ،الان ربما يأتي ، الأن ربما سأتمكن من التوقف عن الانتظار

لكن احتفظ بهذا لنفسه

Comments

Popular posts from this blog

ماذا ينقص الخيال العلمي العربي ليصبح مرآة مستقبلية؟

ترجمة الفصل الثالث من رواية بوابة المالا نهاية ل مايك كاري