مراجعة رواية cell لستيفن كينج








احبه او دعك منه، ينبغي عليك ان تعترف لستيفن كينج بالفضل : الرجل يعرف كيف يروي قصة

مؤلف الروايات وقصص القصيرة لا التي تحصي وذو العدد السخيف من الأعمال المقتبسة في السينما والتليفزيون، يكتب كينج بأسلوب يجذب الكثير من القراء موظفا أسلوب "لا يمكنني تركه من يدي" في حكي قصصة بسرعة وشراسة، وربما يكون هذا ف صالح الافضل، كما ان بعض رواياته -اعتذر عن التورية- ضخمة الحجم ، واحيانا تزيد عن ال1000 صفحة (عرف عني في بعض الأحيان ، استخدام رواية الضخمة under the dome لارساء الياخت الخاص بي كي يمكن للخدم خدمتي بسهولة حين نكون وسط البحر)

رغم ان رواية cell تم اقتباسها عام 2016 وصنع بها فيلم ضعيف المستوي وقد كان هذا الأمر مفاجأ حيث ضمت ممثلين أقوياء في ادوار رئيسية مثل صامويل جاكسون وجون كوزاك ،لذا ينغبي عند استهداف معجبين الروايات ان تتم بواسطة النسخة الأصلية للعمل نفسه والتي نشرت للمرة الأولي عام 2006 وكانت اقتحام لعالم الزومبي ، ولأكون اكثر دقة ، زومبي وهميين ، وايضا وحوش تلك القصة في جوهرهم ليسوا بموتي ، وتنطلق الأشياء في تلك القصة بشكل برئ بما فيه الكفاية حيث ينجح فنان نيو انجلاند كلاي ريدل في عرض قصته المصورة الجديدة لاحد الشركات في بوسطن ، وبينما هو في الشارع يشهد كلاي النبضة ، وهي اشارة كهربية يتم ارسالها عبر شبكة الاتصالات المحولة في العالم مما يسبب في اصابة اي شخص يضع هاتفة في اذنه بالجنون ويبدأ في مهاجمة غير المصابين بها

وربما كما تخيلت ، تتجه القصة سريعا الي الجنون، والفوضي والرعب ، وبينما يتتبع القراء كلاي محاولته اليائسة للوصول الي ابنه الصغير في مدينة ماين ، تقدم لنا القصة عدد لا يحصي من الشخصيات وتطوير للحبكة تم رسمها في صدمات متعاقبة ، ومفاجأة ، وتشرك الجمهور معها ، وتقوم بها بشكل فعال

كما ذكرت تم نشر cell عام 2006 ، تماما في بداية الولع بعالم الزومبي ، في بداية الألفية. مازالت القصة رائعة ، حتي ولو كانت المخلوقات التي تحتويها اكثر شبها بضحايا فيلم 28 days later بدلا من يكونوا زمبي وموتي عائدين للحياة . اشعر كما لو ان هذا الكتاب نشر منذ 12 عاما ، وهو امر انسبه لقدرة قصص كينج علي اختراق عقلك وترسيخ نفسها بها . انها واحدة من الكتب القليلة التي تقوم حبكتها بشدة علي تكنولوجيا القراءة عنها ذات صلة حتي ولو مر عليها عقد من الزمان

رغم وجود افكار اصلية للغاية في هذا الكتاب ، من ضمنهم طريقة عرض تلك المخلوقات في تطور عقلي غريب مع تقدم القصة ، الا ان كينج نفسه يقر ان الكثير من الالهام في السرد يأتي من قصص وافكار المؤلفين الأخرين . في اهداء مقدمة الكتاب يشكر كينج كلا من ريتشاؤد ماثيسون و جورجيا روميرو ، هناك عناصر في الرواية تعود الي ماثسون i am legend وايضا عمل روميرو the crazies وأفلام الزومبي في جميع الأنحاء ، بالفعل عمل روميو وكينج معا في اكثر من مناسبة . الجدير بالذكر منهم الفيلم الروائي creepshow و the dark half لذا التواصل بينهم طبيعي

يغير هذا الفيرس الغير الحقيقي العالم فجأة، فتشعرني الأشياء التي تحدث في الرواية بانها ذات مستوي مختلف من المصداقية ، أضف هذا حقيقة ان قدرة كينج علي اتقان عرض مختلف انواع الناس ، ليست شخصياته أبطال انقياء القلوب ، وبعضهم اشرار بشكل مطلق ، ولقد حصلت علي قصة تسلط الضوء حقا علي الجوانب الواقعية وتقلل من احتياج القارئ لقفزات أيمانية ليصدق ان فيرس اليكتروني يمكنه التكاثر والأذدهار في شبكة الهواتف المحمولة

cell ليست بالضخامة الوحشية لباقي أعمال كينيج ، حيث تحتوي علي 355 صفحة ، الا انها ماتزال تمنح القراء الكثير من القيمة المستفادة . هناك لحظات في القصة شعرت بتكيتك كينج المعتاد في منح تفاصيل تصويرية تصبح ضارا حقا علي القصة بصورة شاملة ، مما يصنع اقسام معينة في القصة تشعرني بالضيق قليلا في تذوقي لها ، بينما استمع بالنهاية كما هي عليه الأن، يقول المؤلف في تصريح له انه استلم الكثير من الشكاوي بخصوص طبيعة نهاية القصة ، حتي انه قرر تغيرها في السيناريو الذي كتبه لنسخة الفيلم الغير ناجحة

مشحونة بعناصر متساوية من الأكشن والرعب والأفكار المثيرة للاهتمام وتحتوي ما يكفي من التلميحات والاشارات لاعمال كينج الأخري التي تجعل حتي جمهور سلسلة die hard منهمكين لأساببيع . cell قراءة عالية الاستمتاع منذ بدايتها حتي نهايتها ، ربما لا تكون لكل جمهور كينج او جمهور الرعب ، ولكن هولاء ممن يقوموا باختيارات واعية في الأحاطة بهذا الكتاب سيكونوا سعداء بسهولة حين يقوموا بهذا

Comments

Popular posts from this blog

ماذا ينقص الخيال العلمي العربي ليصبح مرآة مستقبلية؟

ترجمة الفصل الثالث من رواية بوابة المالا نهاية ل مايك كاري