ماذا ينقص الخيال العلمي العربي ليصبح مرآة مستقبلية؟
أنتجت الثورة الصناعية التي عاشها الغرب في القرن التاسع عشر تبدّلات جذرية في المجتمع الغربي، على مستويات عدة، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية. ترافق هذا التغيير بظهور أدبيات تعنى بهذا الواقع الجديد، وخاصة بسبب تفاؤل البشرية بمستقبل أفضل نتيجة التقدّم العلمي والتقني، لكن في الوقت نفسه ظهر التخوّف تدريجيّا من منجزات العلم، وخاصة في تطبيقاته العسكرية والسياسية والبيولوجية. هذه الأدبيات أطلق عليها تسمية: الخيال العلمي. لم تكن كلمة (علم) عبر صيرورتها التاريخية، كما نعرفها الآن، بارتباطها بحقائق العلوم التجريدية والتطبيقية، سواء الفيزيائية، أو الكيميائية، أو الرياضياتية، أو البيولوجية، وغير ذلك، والتي تشكّلت من الاستقراء والاستنتاج من خلال المناهج النظرية والتجريبية، بل كانت ترتبط، أيضًا، بالأسطورة والسحر والدين؛ وهي معارف بقدر ما هي مؤثّرة في المجتمع، إلّا أنّ موضوعيتها ذاتية تتعلّق بالمؤمن بها، فموضوعيتها ليست مستقلّة، كما الجاذبية الأرضية التي اكتشفها نيوتن، على سبيل المثال، آمنت بها أم لم تؤمن، فهي ستظل حقيقة قائمة! ولربما كانت صرخة غاليليو: بـ"أنّها تدور"، على الرغم م...