الروائي الذي تنبأ برحلات الفضاء بدقة عجيبة
لم يكن آرثر تشارلز كلارك واحدا من الكتاب الذين يخفون مواهبهم الفذة عن الآخرين هربا من الأضواء، بل بلغت ثقته في نبوغه حدا جعله يطلق على مكتبه "غرفة حب الذات"، التي يحترق فيها أي أثر لضعف الثقة بالنفس. واشترى منزلا ضخما لاستيعاب مجموعة مؤلفاته وأبحاثه. لكن كلارك كان يرفض رفضا باتا أن توصف توقعاته للمستقبل، بأنها "تنبؤات"، رغم أنه وصف الإنترنت والطابعات ثلاثية الأبعاد والبريد الإلكتروني قبل ظهورها بسنوات طويلة، بل كان يرى أنها محض استنباطات واستنتاجات. وقد اجتذبت روايات كلارك أعدادا هائلة من القراء حول العالم، تعلقت قلوبهم بأعماله التي تستشرف المستقبل. وكتب كلارك العديد من المقالات والأبحاث العلمية، ذكر فيها تنبؤات تحقق الكثير منها، إذ صاغ مثلا في مقال نشر عام 1959، فكرة "جهاز الإرسال والاستقبال الشخصي"، وهو جهاز صغير متنقل، يتيح لحامله الاتصال بأي شخص في العالم، ويضم الجهاز أيضا "التموضع العالمي"، الذي لن يضل من بعده أي شخص طريقه أبدا، وكان يصف حينها الهاتف المحمول. وبعد خمس سنوات تحدث في حوار في برنامج "هورايزون" الذي يذاع على قناة ...